شروط العمل الاعلامي في الفقه الاسلامي...بقلم د. شلتاغ عبود

ادارة الموقع نشر في 2024-12-30 07:28:43 عدد زيارات الموضوع 20

فرجال..news
لا شكّ في جواز الاستفادة من الإعلام بمختلف وسائله المتوفّرة ما لم تشتمل على محرّم أو يصاحبها محرّم ، بدءاً من الأساليب القديمة كالنداء في الطرقات أو على المآذن وصولًا إلى أجهزة البثّ الحديثة ووسائل الإعلام المعاصرة كالراديو والتلفزيون والفاكس والإنترنيت والفضائيّات ، وما أشبه ذلك . بل قد يجب الاستفادة من تطوّر وسائل الإعلام في الدعوة الدينية ومواجهة الحرب النفسية للعدو وما شابه ذلك ، وعدم الاكتفاء بوسائل الإعلام القديمة .
ويجب في استخدام وسائل الإعلام مراعاة الضوابط الشرعية وأبرزها :
1 - الصدق في الإخبار وعدم ممارسة الكذب على الناس في الإخبار عن قضاياهم السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية وغيرها .
من هنا ، فما تفعله بعض وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء من اختلاق الأخبار بداعي ترويج وسيلتهم الإعلامية لا يجوز شرعاً .
2 - عدم الإضرار وإلحاق الأذى بمن لا يجوز أذيته والإضرار به شرعاً ، فالتسقيط الذي قد تمارسه وسائل الإعلام بحقّ بعض الشخصيات السياسية والدينية وغيرها بهدف تصفية حسابات ضيّقة غير جائز ، وكذلك اختلاق الأخبار التي تغتال الآخرين سياسياً واجتماعياً ، ما لم يكن هناك مبرّر شرعي واضح .
3 - عدم اشتمال الإعلام على محرّمات مثل الغناء والرقص غير الشرعي والموسيقى المحرّمة وإظهار صور النساء الخليعات أو بثّ الأفلام غير الأخلاقية أو نشر ما يفتّت الحصانة الأخلاقية في المجتمع .
4 - أن لا يكون في الإعلام غشّ ، كما في حالات بثّ الإعلانات التجارية التي قد تشتمل على غشّ الناس وإغرائهم بالجهل وترغيبهم في شراء سلع لا تتّصف بما يبثّ على وسائل الإعلام .
5 - أن لا يكون في الإعلام ما يوجب إثارة القلاقل وشقّ عصى المسلمين وإيقاع الفتنة بينهم ، أو تثبيط عزائمهم وتخويفهم وتخذيلهم وكسر روح الثقة في نفوسهم .
6 - ينبغي أن يكون الإعلام رسالياً هادفاً ، يسعى لرفع مستوى الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي والصحّي عند المسلمين ، وتعريفهم بدينهم وأوطانهم وحضارتهم وتاريخهم ، وكذلك فتح أذهانهم على الشعوب الأخرى والاستفادة من تجاربها وتأمين وسائل الترفيه المنضبطة لتنفيس ضغوطاتهم النفسية ، وحثّهم على فعل الخير بأنواعه .
أمّا الإعلام الهادف إلى تضليل الناس وانحرافهم عن دينهم فهو غير جائز شرعاً .
7 - يجب أن لا يعكس الإعلام الإسلامي صورةً مشوّهة عن الإسلام والمسلمين أو عن المذهب الشيعي الحقّ ، فكلّ إعلام يشوّه صورة المسلمين أمام العالم أو يقدّمهم وإسلامهم ليكونوا مدعاةً للسخرية والاستهزاء يكون حراماً شرعاً .
من هنا ، يفترض بالقيّمين على الإعلام الإسلامي توخّي الدقة والحذر فيما يبثّونه عبر قنواتهم وإذاعاتهم وصحفهم ومجلّاتهم وكتبهم وإعلاناتهم .
المصدر: موسوعة الفقه الإسلامي طبقاً لمذهب أهل البيت (ع): ج15/ ص132-133

مواضيع قد تعجبك