فرجال...news
بقلم..الحقوقية د.ليلى الدليمي
شهدت غزة إعلان وقف إطلاق النار بعد جهود مكثفة على المستويات الإقليمية والدولية والمحلية الفلسطينية، ما يفتح باب التساؤل حول ما إذا كانت هذه الخطوة مجرد تهدئة مؤقتة أو بداية لمسار سياسي مستدام.
على المستوى الإقليمي، لعبت دول مثل قطر ومصر والأردن دورًا محوريًا في الوساطة عبر قنوات دبلوماسية وضغوط سياسية واقتصادية، ما يعكس إدراكًا لأهمية منع انفجار الوضع بشكل أوسع في المنطقة.
على المستوى الدولي، قدمت الولايات المتحدة والأمم المتحدة دعمًا لجهود الوساطة، مع تزايد الضغوط على إسرائيل لوقف التصعيد العسكري بسبب الانتقادات الدولية الحادة بشأن استهداف المدنيين.
على المستوى الفلسطيني، يُعد الاتفاق إنجازًا مرحليًا وسط استمرار المعاناة الإنسانية، لا سيما في غزة التي تواجه حصارًا خانقًا. بالنسبة للفصائل الفلسطينية، يوفر وقف إطلاق النار فرصة لإعادة ترتيب الأولويات داخليًا وتعزيز الزخم الشعبي والدولي للقضية الفلسطينية.
رغم أهمية وقف الحرب كخطوة أولى، إلا أن التحديات تبقى قائمة. الالتزام الإسرائيلي بشروط الاتفاق، مثل رفع الحصار ووقف الاستيطان، لا يزال موضع شك، كما أن توحيد الصف الفلسطيني يشكل أولوية لتعزيز الموقف التفاوضي في أي مفاوضات مستقبلية.
المطلوب الآن هو استثمار هذه التهدئة على المستوى كافة لتخفيف معاناة الفلسطينيين، إعادة إعمار غزة، ودفع عملية سياسية تضمن الحقوق الفلسطينية. وقف الحرب ليس نهاية المطاف، بل فرصة لتحقيق تحول استراتيجي يمهد الطريق نحو سلام عادل ومستدام، بعيدًا عن دوامة الحروب المتكررة.
الدكتورة الحقوقية ليلى الدليمي