فرجال..news
بقلم: محمود المصري
شرم الشيخ – بوابة جديدة للعلاقات الاقتصادية والسياحية بين العراق وأفريقيا
تُطلّ شرم الشيخ مجددًا على المشهد الإقليمي، وهذه المرة من زاوية استراتيجية لا تقل أهمية عن المؤتمرات السياسية والقمم الاقتصادية التي احتضنتها من قبل.
في يومي 22 و23 مايو 2025، تستضيف المدينة المصرية الساحلية معرض السياحة الأفريقية، الحدث الذي تتجه إليه أنظار كبرى العلامات التجارية والمستثمرين والخبراء في قطاع السياحة من مختلف أنحاء القارة والعالم.
معرض يتجاوز الترويج… إلى صياغة مستقبل جديد
يشارك في المعرض أكثر من 100 علامة تجارية و5000 متخصص من 70 دولة، إلى جانب تنظيم أكثر من 10,000 اجتماع عمل على مدار يومين فقط.
ما يجعل هذا الحدث مختلفًا ليس فقط حجم المشاركة، بل طبيعته التفاعلية التي تجمع بين العرض السياحي، والتفاوض التجاري، والتخطيط الاستراتيجي لمستقبل السياحة في أفريقيا، بمشاركة حكومات، وشركات طيران، ومؤسسات تمويل، ووسائل إعلام دولية.
العراق... لاعب مؤهل في سوق يحتاج إليه
رغم التحديات التي يواجهها العراق، فإن المقومات التي يملكها تؤهله ليكون أحد أبرز الوجهات السياحية في المنطقة.
من النجف وكربلاء إلى الأهوار وأربيل، ومن بغداد التاريخية إلى المواقع الأثرية في نينوى، هناك كنوز غير مستثمرة، وقصص تنتظر من يرويها للعالم.
معرض شرم الشيخ يُتيح للعراق فرصة نادرة لعرض هويته السياحية، وبناء علاقات مع كيانات أفريقية تطمح للتكامل السياحي، والاستثمار المتبادل، وتبادل الخبرات في مجالات الضيافة، النقل، والترويج الثقافي.
لماذا المشاركة العراقية ضرورة؟
لأن السياحة مورد اقتصادي استراتيجي يخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.
لأن الحضور في مثل هذه المعارض يُعيد تموضع العراق على الخارطة السياحية الدولية.
لأن الأسواق الأفريقية تنمو بسرعة، والعراق لا يمكن أن يبقى متفرجًا.
غياب العراق عن هذا النوع من الفعاليات يعني ترك الساحة خالية أمام دول أقل ثراءً بالإرث وأكثر جرأة في التسويق لنفسها.
منصة استراتيجية... لا مجرد فعالية موسمية
المعرض لا ينتهي بانتهاء يوميه؛ بل يُؤسس لتكتلات سياحية، ومسارات تمويل، وبرامج تبادل ثقافي وسياحي على المدى المتوسط والطويل.
العراق بحاجة إلى التواجد هناك بجناح قوي، بعرض ذكي، وبخطاب يليق بثقله الحضاري.
كلمة أخيرة: دعوا العراق يتحدث عن نفسه
في عالم تُرسم فيه السياسات من خلال الاقتصاد، وتُبنى العلاقات عبر الثقافة، لم تعد السياحة ترفًا أو نشاطًا ترفيهيًا فحسب، بل أصبحت أداة من أدوات النفوذ الذكي.
شرم الشيخ تفتح أبوابها... فهل يخطو العراق خطوة إلى الأمام؟