فرجال.. News
[ وقف النار فرصة للعدو لالتقاط الأنفاس ]
وكم حذرنا قيادة المقاومة في لبنان من الوقوع في فخ وقف إطلاق النار الذي سعى له كيان العدو بعد شهرين من محاولته الفاشلة لاجتياح لبنان ، والذي أتى بعد نفاد مخزونه من صواريخ الاعتراض والدفاعات الجوية بحيث غدت صواريخ ومسيرات المقاومة في الأيام الأخيرة تصيب أهدافها بنسبة أعلى مما كانت عليه من وقت بداية الحرب الشاملة ..
ولكن العدو استطاع بخديعة وقف إطلاق النار أن يحقق بعده ما لم يستطع تحقيقه قبله من هدم البيوت والتوغل في بعض القرى الحدوية ومن قتل متواصل على مساحة الأراضي اللبنانية عبر الاغتيالات المستمرة ومواصلة هدم المباني في الضاحية ومناطق أخرى ..
ونفس السيناريو يحصل الآن في حرب استنزاف العدو على الجبهة الإيرانية الصهيونية .. فبعد كثرة الحديث عن نفاد صواريخ الاعتراض بعد أيام وعجز العدو عن تأمين البدائل بالسرعة المطلوبة لمواجهة موجة قصف الصواريخ المتصاعدة كماً ونوعاً وكيفاً من إيران واليمن وغزة ، والتي دمرت أهم مراكزه الأمنية والعسكرية .. تأتي مرة أخرى خديعة التوسط القطري لوقف إطلاق النار من الجانب الإيراني لتعطي العدو الفرصة ليلتقط الأنفاس ، ويعاود تخزين وسائل دفاع جوي ومنظومات صواريخ دفاعية واعتراضية وذخائر مختلفة لطائراته الحربية ووسائل قتالية متنوعة ، ليعاود العدوان بها مرة أخرى - بعد ساعات ولعلها أيام أو أسابيع أو شهور - على إيران وغزة ولبنان واليمن وأطراف سورية والعراق ..
ويرافق هذا السعي لوقف إطلاق النار العمل على قبول الجمهورية الإسلامية الإيرانية به مع وعود لها بالتعويض عن خسائرها والاعتراف بحقها في الصناعة النووية .. وهذا ما لن يحصل .. وهو كوعودهم بالتعويض للمقاومة في لبنان قبل قبولها بوقف إطلاق النار .. وهو ما لم يحصل ..
وكيف يعترفون بحقها في الصناعة النووية ويعملون ليل نهار منذ عقود على تدمير برنامجها النووي وقد قتلوا قرابة العشرين من علمائها النووين وحاولوا تدمير مفاعلاتها في فوردو ونطنز وإصفهان وأراك وبوشهر ؟ !
حدث العاقل بما لا يليق فإن لاق له فلا عقل له ..
الصبر الإستراتيجي يكون الآن بمواصلة قصف المستعمرات والمراكز الأمنية والقواعد والمطارات العسكرية حتى لا تضيع جهود استنزاف العدو الماضية بالقصف الصاروخي وبالمسيرات التي أوصلت العدو لحافة الهاوية ..
لا تسمحوا للعدو أن يلتقط الأنفاس .. ولا تقعوا في فخ وقف إطلاق النار غير المضمون والذي لن يلجم العدو عن معاودة العدوان كما فعل أول مرة ..
مركز الدراسات السياسية الاستراتيجية الدولية