🛑 فرجال... news
ايحاءات قرانية... بقلم المفكر د. شلتاغ عبود
(لَا يَحزُنُهُمُ ٱلفَزَعُ ٱلاكبَرُ وَتَتَلَقَّىٰهُمُ ٱلمَلَٰٓئِكَةُ هَٰذَا يَومُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُم تُوعَدُونَ) النبياء : 103
(وَقَالُواْ ٱلحَمدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعدَهُ وَأَورَثَنَا ٱلأَرضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلجَنَّةِ حَيثُ نَشَآءُ فَنِعمَ أَجرُ ٱلعَٰمِلِينَ) الزمر : 74
ان المساحة الواسعة التي غطاها الحديث عن اليوم الاخر بمشاهده
المتنوعة في القرآن الكريم ، لها دلالتها الموحية الدافعة لكل عمل كبير وتضحيات عظيمة وجهاد دونه بذل الأرواح والمهج من اجل الفوز بالنعيم الدائم ولقاء الله والنظر الى رحمته (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) .
والذي ينظر الى مشاهد الطف في اليوم العاشر من محرم لا يرى فيها غير الرؤية الواضحة في عقول الذين وقفوا مع الحسين (عليه السلام )وقلوبهم في ذلك المشهد العظيم الذي قل نظيره في التاريخ الإنساني ، مشهد بلغ أقصى درجات قسوة القلوب ، وأقصى درجات العبودية للظالمين ، وأقصى درجات الالتصاق بالدنيا ، وأقصى درجات البعد عن اي تصور لمشاهد يوم القيامة !
يقابل هذا الرؤية الواضحة لمشاهد يوم القيامة ، والمآل إلى الله ، والنجاة من الفزع الأكبر ، ثم التنعم بالنعيم الدائم الذي لا يزول ، ووراثة الارض ، والتبؤُّ من الجنة حيث يشاء ساكنوها الذي يُنادى ساكنوها ( فنعم اجر العاملين ) !
نعم وراء كل تضحية ، ووراء كل صدق في العمل ، والجهاد في سبيل الله ، واعلاء كلمته ، وراء ذلك كله وضوح الرؤية لمشاهد يوم القيامة وما فيها جحيم دائم ونعيم دائم !
نعم المشهد الكربلائي العظيم ، والموقف الحسيني الأسطوري ،
والموقف الزينبي الخالد الذي لم يشهد له تاريخ الإنسانية مثيلا ، لا يمكن تفسيره إلا بوضوح الرؤية
لمشاهد يوم القيامة واللقاء الأكبر
برب العالمين ونيل الجزاء الأوفر لديه .
وهذا تفسير المساحة الواسعة جدا للحديث عن اليوم الاخر بمشاهده المرعبة ، ومشاهده العامرة بصدق وعد الله للصابرين والصادقين والمجاهدين ، في القرآن الكريم .
شلتاغ عبود