🛑 فرجال... news
*الكاتب: د.أحمد الخاقاني*
قبل سنوات، وفي لحظة مكاشفة نادرة صرّح حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري الأسبق بتفاصيل ما دار خلف الكواليس من محاولات لإسقاط النظام السوري.(بشار الأسد)
قال في لقاء متلفز:
*تم الاتفاق مع الولايات المتحدة ودول الخليج على إسقاط بشار الأسد، وخصص للعملية مبلغ قدره ٢٠٠٠ مليار دولار، أغلبه من السعودية. ومع ذلك، لم ننجح*
هذا التصريح، رغم مروره بصمت نسبي كان كفيلًا بكشف حجم التورط الإقليمي والدولي في المشروع الذي استهدف سوريا لا بوصفها نظاماً سياسياً، بل كحلقة مركزية في محور المقاومة الممتد من طهران إلى بغداد، فبيروت، فدمشق.
ومع فشل ذلك المخطط، خصوصاً بعد دخول الدعم الروسي والإيراني وفصائل العراق المباشر على الخط، لجأت الجهات ذاتها إلى خيار ‘‘الاستقطاب السياسي‘‘ فسعت إلى استمالة النظام السوري وإعادته إلى الحضن العربي في محاولة لعزله تدريجياً عن إيران، راعيته الأساسية.
وقد بدا بشار الأسد، في مرحلة لاحقة وكأنه يعيد ترتيب تحالفاته مبتعداً ولو شكلياً عن التزاماته القديمة.لكنّ هذا التحوّل لم يكن بدافع ‘‘الانتماء الجديد"، بل بدافع البقاء، ودرء الخطر، وتمرير المرحلة، مهما كان الثمن.
وكل هذا وذاك لم ينفع بشار الأسد وغادر سوريا في ليلة ظلماء وخسر كل شيء ومجيء الجولاني الذي صفق له وجلبه نفس من تآمر على بشار الأسد .
اللافت هنا أن هذا التحوّل جاء متزامناً مع صعود موجة التشكيك بالتجربة السياسية الجديدة في العراق، خاصة مع ترسيخ مشروع ‘‘حكم الأغلبية"، الذي حاولت أطراف إقليمية ودولية إفشاله عبر أدواتها السياسية والإعلامية والطائفية.وقد لمسنا هذا التوجّه من خلال تصريحات بعض قيادات المكوّن السني، وبعض الشخصيات العلمانية، التي راحت تمتدح ‘‘الانفتاح السوري"، وتهاجم في المقابل التوجه السياسي الشيعي في العراق.
*مشروع متواصل لا يعرف التوقف*
التآمر على العراق، وسوريا، وإيران، ولبنان، واليمن، ليس مجرد سلسلة أحداث متقطعة، بل هو مشروع دائم، محوره الأساسي: ضرب الحضور الشيعي، وتشويه صورته، ومنع تمدّده أو تحوّله إلى نموذج يُحتذى به سياسياً أو مقاوماً.
هذا المشروع، وبما يحمله من ميزانيات خرافية وتغطيات إعلامية ممنهجة، يعتمد على أدوات متغيرة:مرّة يكون عبر الحرب المباشرة، وأخرى عبر تجنيد الجماعات الإرهابية، ومراتٍ من خلال التطبيع، أو الاختراقات الثقافية والإعلامية، أو حتى عبر الضغوط الاقتصادية والعقوبات.
ولن يتوقف هذا المخطط ما دام الطرف المستهدَف يرفض أحد أمرين: الرضوخ التام، أو التطبيع الكامل.
وكما هو حال المرأة الزانية حين تشتهر بفسادها، تحاول تشويه سمعة جاراتها حتى لا تبقى فاضلة تفضحها، فتغرق الكل معها في المستنقع نفسه .
مهما أحدثوا في سوريا فهو رسالة للعراق بأنك ضمن المخطط وكما ورد عن *أمير المؤمنين علي* عليه السلام ‘‘ *من نام لم ينم عنه*‘‘ والسلام