🛑 فرجال... news
مع التصاعد والتحذيرات الأمنية
كشف مصدر مطلع عن تنامي نشاط شبكات تهريب المخدرات في المنطقة، بدأت تظهر أساليب أكثر تعقيدًا وخطورة، على رأسها استخدام الطائرات المسيّرة (الدرونات) في إيصال المخدرات إلى الأراضي العراقية، خصوصًا عبر الحدود الغربية الممتدة مع سوريا.
هذا التطور النوعي يُنذر بتحوّل كبير في أدوات الجريمة المنظمة، ويشير إلى اختراق مقلق للحدود العراقية التي تمتد مع سوريا لأكثر من 600 كيلومتر، في وقت تعاني فيه مناطق واسعة من الجانب السوري من هشاشة أمنية وفراغ سلطوي يُستغل من قبل مافيات التهريب.
وفي هذا السياق، أكد نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية، نايف الشمري، أن “تهريب المخدرات من الأراضي السورية إلى داخل العراق بات يتم عبر الطائرات المسيرة (الدرونات)”، مبينًا أن “السياج الحدودي محصن بخندق، وأسلاك شائكة، وصبات كونكريتية، وكاميرات مراقبة، ولا يمكن لأحد عبوره، لذلك تُطلق الدرونات من مسافات بعيدة”.
وأضاف الشمري، في لقاء متلفز: “في الموصل، معركتنا الأساسية اليوم ليست مع داعش، بل مع المخدرات”، مشيرًا إلى أن “الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط عدد من هذه الدرونات، ما يؤكد تطور أساليب التهريب ووجود متعاونين داخل العراق يسهلون هذه العمليات”.
وتُشير تقارير مراقبين أمنيين إلى أن استمرارية الفجوات على طول الحدود العراقية – السورية، وعدم السيطرة الكاملة على بعض المناطق من الجانب السوري، توفر بيئة خصبة لعمليات التهريب المتطورة، في ظل اعتماد المهربين على تقنيات يصعب رصدها بالوسائل التقليدية.
ويُحذر مختصون من أن الاستجابة لهذا التهديد تتطلب تعزيز التنسيق الاستخباري، وتحديث منظومات الرصد والرادار، وتوسيع التعاون الإقليمي لمواجهة هذه الشبكات المتنقلة.
نمط مستحدث
بدوره، أوضح الخبير الأمني عماد علو أن “استخدام الطائرات المسيرة في تهريب المخدرات إلى داخل العراق أصبح جزءاً من أنماط التهريب المستحدثة”، محذرًا من “تنامي نفوذ مافيات التهريب في المناطق الحدودية، لا سيما مع سوريا”.
وأضاف علو في تصريح لـ”عراق أوبزيرفر” أن “هذا الأسلوب رُصد سابقاً طائرات مسيّرة محمّلة بالمخدرات تعبر من إيران عبر شط العرب، وأخرى حاولت الوصول إلى الكويت انطلاقًا من داخل الأراضي العراقية”.
وتابع، أن “الهشاشة الأمنية في سوريا، وعدم بسط الدولة سيطرتها على مناطق واسعة، ساهم في تصاعد نشاط المافيات العابرة للحدود التي تنشط بين سوريا والعراق ولبنان وتركيا وإيران والأردن”، مشيرًا إلى أن “هذه التهديدات كانت محوراً لعدة اجتماعات أمنية إقليمية جمعت وزراء داخلية تلك الدول”.
وكشف أن “العراق انضم مؤخراً إلى اتفاقية أمنية مع سوريا ولبنان والأردن، تهدف إلى تبادل المعلومات الاستخبارية بشأن شبكات التهريب، إلا أن الأمر ما زال بحاجة إلى تفعيل عملي وفعّال لتعقب هذه العصابات التقنية”.
ويرى متخصصون أن العراق لا يواجه اليوم مجرد “تجارة مخدرات”، بل شبكة دولية تمتلك أدوات مالية ولوجستية وتكنولوجيا عالية، تستغل ضعف بعض المؤسسات، وتغذّي نفسها من مناطق النزاع والصراعات