● قبلة السياحة العالمية مدينة ((شنغسي)) الصينية..
● الزراعة النيابية تبحث مع معهد القانون الدولي سبل تشريع قوانين بيئية مستدامة..
● القبانچي : ما زالت مأساة غزة تناشد الضمير الإنساني الميت لدى المجتمع الدولي
● ترمب يامر بنشر غواصتين نوويتين ردا على "استفزاز" ميدفيديف..
● خطة إيران الذكية للتخلي عن "جي بي إس"....
● مدير عام معهد التطوير النيابي يستقبل وفد فريق صناع الامل لبحث اقامة نشاطات شبابية
● القائد العام للقوات المسلحة السيد محمد شياع السوداني يترأس الاجتماع الدوري للمجلس الوزاري للأمن الوطني
● ميدفيديف مخاطبا ترامب: لسنا إسرائيل ولا إيران والإنذارات خطوة نحو حرب بيننا
● إياد بنيان يطرح نفسه مرشحا لرئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم
● وزير الثقافة والسياحة والآثار يترأس الاجتماع الثالث للجنة العليا لجائزة الإبداع العراقي
● قبلة السياحة العالمية مدينة ((شنغسي)) الصينية..
● الزراعة النيابية تبحث مع معهد القانون الدولي سبل تشريع قوانين بيئية مستدامة..
● القبانچي : ما زالت مأساة غزة تناشد الضمير الإنساني الميت لدى المجتمع الدولي
● ترمب يامر بنشر غواصتين نوويتين ردا على "استفزاز" ميدفيديف..
● خطة إيران الذكية للتخلي عن "جي بي إس"....
● مدير عام معهد التطوير النيابي يستقبل وفد فريق صناع الامل لبحث اقامة نشاطات شبابية
● القائد العام للقوات المسلحة السيد محمد شياع السوداني يترأس الاجتماع الدوري للمجلس الوزاري للأمن الوطني
● ميدفيديف مخاطبا ترامب: لسنا إسرائيل ولا إيران والإنذارات خطوة نحو حرب بيننا
● إياد بنيان يطرح نفسه مرشحا لرئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم
● وزير الثقافة والسياحة والآثار يترأس الاجتماع الثالث للجنة العليا لجائزة الإبداع العراقي

هل يُطعم الذكاء الاصطناعي الجائع؟ دول العالم الثالث في مرآة رقمية قاسية..

🛑فرجال... news

ثائرة اكرم العكيدي /كاتبة وباحثة

في زمن يتسارع فيه العالم نحو تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتسابق الدول والشركات لإطلاق أحدث الخوارزميات وأذكى النظم، يبرز سؤال جوهري: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم فعليا في إنهاء الجوع؟ في القرى والارياف البعيدة  والمخيمات التي لا تعرف الكهرباء ولا التحول الرقمي لا يهم عدد اللغات التي يتقنها الذكاء الاصطناعي أو سرعته في معالجة البيانات بل ما يهم حقا هو أن هناك أطفالاً لم يأكلوا منذ أيام ومرضى محرومين من الدواء وأناس تُهدر كرامتهم باسم التقدم والعولمة. الذكاء الاصطناع ذلك الشيء الذي يمتلك إمكانات هائلة لكنه يفتقر للارادة حيث لديه قدرات وإمكانات كبيرة جدا في معالجة المعلومات واتخاذ القرارات لكنه يفتقر إلى الإرادة الذاتية أو الوعي الداخلي بمعنى أنه لا يمتلك رغبات أو أهداف شخصية كما يفعل الإنسان بالتالي هو أداة قوية تعتمد على البرمجة والتعليم البشري ولا يمكنه التصرف أو اتخاذ قرارات بناءاً على إرادة مستقلة. يملك الذكاء الاصطناعي القدرة على التنبؤ بالمجاعات ورصد تفشي الأمراض وتحليل البيانات لتعزيز توزيع الموارد الحيوية بفعالية يمكنه كشف ما تغفله الأنظمة الحكومية وتحليل ما تعجز عنه العيون البشرية. لكن السؤال الأعمق يكمن في مدى استعداد وصمود العالم أمام معالجة هذه المشكلات وما إذا كانت هناك إرادة حقيقية لإحداث تغيير جذري في واقع الفقر والجوع والمرض فالفقر ليس ناتجاً عن ندرة الموارد بل عن خلل في توزيعها والجوع لا ينتج عن نقص الطعام بل عن وجود حواجز تمنع وصوله إلى من يحتاجه والمرض لا ينتشر فقط بسبب غياب الخدمات الطبية بل بفعل هيمنة المنطق الربحي على القطاع الصحي.

-دول العالم الثالث من أرقام إلى إنسان.. في عصر البيانات تُحول دول العالم الثالث إلى مؤشرات ومعدلات ونسب تُغيب وراءها قصص الناس وأحلامهم وأوجاعهم تصبح المدن القديمة نقاطًا حمراء في خرائط المخاطر وتُعتبر الأسواق الشعبية مناطق رمادية في التقارير الاقتصادية وتُصنف الأمهات اللواتي يحضن أطفالهن بالرعاية والمحبة ضمن (انخفاض في معدلات الرعاية الصحية) بينما المدارس المتهالكة تُدرج تحت بند ضعف البنية التحتية التعليمية. في هذا العالم الرقمي تُتخذ القرارات بناءاً على أرقام وأكواد وشيفرات وليس على معاناة البشر الذين يقفون خلفها.

-الواقع المرير القرى المنسية ومدن النفط.. في اغلب الارياف العراقية والقرى البعيدة لا يسأل الناس عن أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي بل يتساءلون متى تعود الكهرباء وهل سيصل الماء النظيف وهل ما زال المركز الصحي يعمل وهل المدرسة قائمة أم مجرد جدران خاوية. في البصرة تلك المدينة الغنية بالنفط يعاني السكان من انعدام الماء الصالح للشرب إذ أن ماء الحنفية مالح وملوث يسبب الأمراض ما يجبر العائلات الفقيرة على شراء الماء فقط لتحافظ على كرامتها. مع ارتفاع درجات الحرارة إلى ما يقارب الخمسة والخمسين مئوية تتكرر انقطاعات الكهرباء لساعات طويلة بينما لا تكفي المولدات الكهربائية ولا يستطيع الجميع دفع تكاليفها ينام الأطفال على الأسطح ويعاني المرضى من نقص الادوية والأجهزة والكوادر المختصة  في المستشفيات مدارس متهالكة هل يعقل أن يعيش أبناء هذه المدينة التي تصدر النفط للعالم كله دون أبسط مقومات الحياة؟ هل من المعقول أن تُترك القرى من دون خدمات أساسية؟ الخدمات الأساسية ليست ترفاً بل حق من حقوق الإنسان وكرامة لا يُستغنى عنها

-الرقمنة والاستعمار الجديد.. الرقمنة والتقنيات الحديثة ليست شرا في ذاتها ولكنها تتحول إلى أدوات استعمارية حين تستخدم لتقنين من يستحق الحياة ومن يُترك للموت البطيء عبر خوارزميات وبرمجيات لا تعترف بالإنسانية ولا تقدر التاريخ والجراح. بدلاً من المدافع والجيوش نواجه اليوم خوارزميات تجتاح حرية الشعوب وتفرض سياسات اقتصادية باردة ترتدي ثوب الكفاءة والشفافية والتحول الرقمي لكنها تغفل العدالة والرحمة.

- الإنسان قبل الآلة..

الذكاء الاصطناعي ليس بطلاً ينقذ العالم بمفرده بل هو أداة بيد الإنسان وإرادة الإنسان هي التي تصنع التغيير الحقيقي. علينا أن نعيد صياغة لغة البيانات فلا تتحول إلى أرقام جامدة تحكم مصير الشعوب بل إلى أمل جديد ورؤية إنسانية تعيد الاعتبار للكرامة والحق. في عالم واحد لا عوالم متعددة علينا أن نعيد بناء هذا العالم على أساس من العدل والرحمة والإنسانية التي تقرأ ما وراء الأرقام وتبصر روح الإنسان أينما كان...