● النزاهة الاتحادية تخصص الرقم "154" لرصد حالات الفساد المالي والاداري التبليغ عنها
● FIFA يختار رئيس اتحاد الكرة وعضوين بالمكتب التنفيذي في لجانه
● الجيش الأمريكي: سقوط طائرة "إف-18" ومروحية "سي هوك" في بحر الصين الجنوبي
● في افتتاحه لملتقى الإعلام العربي في بغداد، د.نوفل أبورغيف يعلن عن ميثاق عربي للإعلام المسؤول في عصر الرقمنة
● "السنيد ينتقد قرار الحكومة بربط معاملات المواطنين ببراءة الذمة: إجراء غير قانوني ومخالف للدستور"
● أبو رغيف ، يعلن إطلاق الامتداد الرقمي (ID.IQ) مجاناً لطلبة الجامعات ويؤكد المضي في ترسيخ السيادة الرقمية وطنيا
● العراق يثمن الموقف المسؤول للمملكة العربية السعودية واجراءاتها القانونية بحق المسيئين
● الفنانة كلوديا حنا: نجاحي بالسعي وواجهت أذى بسبب ملامحي
● رابطة اللاعبين الدوليين تستنكر وتستهجن الاسائة للشخصيات الرياضية والكروية...
● لقاء دبلوماسي رفيع في بكين: السفير العراقي يلتقي بمساعد وزير دائرة العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني
● النزاهة الاتحادية تخصص الرقم "154" لرصد حالات الفساد المالي والاداري التبليغ عنها
● FIFA يختار رئيس اتحاد الكرة وعضوين بالمكتب التنفيذي في لجانه
● الجيش الأمريكي: سقوط طائرة "إف-18" ومروحية "سي هوك" في بحر الصين الجنوبي
● في افتتاحه لملتقى الإعلام العربي في بغداد، د.نوفل أبورغيف يعلن عن ميثاق عربي للإعلام المسؤول في عصر الرقمنة
● "السنيد ينتقد قرار الحكومة بربط معاملات المواطنين ببراءة الذمة: إجراء غير قانوني ومخالف للدستور"
● أبو رغيف ، يعلن إطلاق الامتداد الرقمي (ID.IQ) مجاناً لطلبة الجامعات ويؤكد المضي في ترسيخ السيادة الرقمية وطنيا
● العراق يثمن الموقف المسؤول للمملكة العربية السعودية واجراءاتها القانونية بحق المسيئين
● الفنانة كلوديا حنا: نجاحي بالسعي وواجهت أذى بسبب ملامحي
● رابطة اللاعبين الدوليين تستنكر وتستهجن الاسائة للشخصيات الرياضية والكروية...
● لقاء دبلوماسي رفيع في بكين: السفير العراقي يلتقي بمساعد وزير دائرة العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني

الكاريزما الإعلامية وصناعة الرأي العام: من التأثير العاطفي إلى الهيمنة الإدراكية

🛑فرجال... news

شهدت البيئة الإعلامية المعاصرة تحوّلاً جذريًا في طبيعة التأثير، حيث لم يعد المتلقي يتفاعل مع المعلومة بقدر ما ينجذب إلى صاحب المعلومة. فالكاريزما الشعبية التي تمتلكها بعض الشخصيات الإعلامية أو السياسية أصبحت أداة فعالة لتوجيه العقول وصياغة المواقف الجماهيرية، ضمن ما يُعرف اليوم بـ اقتصاد الانتباه وحرب الإدراك. لقد غدت الكاريزما في الإعلام الحديث قوة ناعمة تتجاوز حدود الإقناع العقلاني إلى التأثير النفسي والعاطفي، مما جعلها أحد أبرز أسلحة صناعة الرأي العام وإدارة المواقف الجماهيرية في العالم.

أولًا: مفهوم الكاريزما الإعلامية

الكاريزما في معناها الأصلي، وفق ماكس فيبر، هي “صفة استثنائية في شخص يُنظر إليه بوصفه يمتلك قدرات فوق العادة تمنحه الشرعية والقبول”. أما في الإعلام الحديث، فالكاريزما الشعبية هي القدرة على جذب الجمهور وإثارة التفاعل العاطفي والإعجاب والولاء، باستخدام مزيج من الأداء اللغوي، والحضور البصري، والقدرة على تمثيل مشاعر الجماعة. بهذا المعنى، يتحول الإعلامي أو الزعيم الكاريزمي إلى رمز جمعي يمثل “صوت الناس”، حتى لو كان في الواقع أداة لتوجيههم.

ثانيًا: آليات التأثير الكاريزمي في تشكيل الرأي العام

1. التقمص العاطفي

يحدث حين يتماهى الجمهور مع الشخصية الكاريزمية أكثر من مضمون خطابها. فالعاطفة هنا تُغني عن الحجة، والانجذاب إلى “الشخص” يحلّ محل الإيمان بـ“الفكرة”. النتيجة: يتحول الزعيم أو الإعلامي إلى مرجع عاطفي يستمد الجمهور مواقفه منه، لا من تحليل الوقائع.

2. العدوى النفسية الجماهيرية

في زمن الإعلام الرقمي، تنتقل الانفعالات بسرعة البرق عبر الإعجابات والمشاركات والبث المباشر. كلما كانت الشخصية أكثر كاريزمية، ازدادت قدرتها على خلق موجات وجدانية جماعية — غضب، تعاطف، أو حماس — تُشكّل رأيًا عامًا آنياً غير مستند إلى تفكير نقدي. وهنا يتحول الجمهور إلى كتلة شعورية متأثرة لا محللة.

3. إعادة تشكيل الإدراك

٤. الكاريزما لا تنقل الواقع، بل تعيد تشكيله بصريًا ولغويًا. من خلال نبرة الصوت، والتأكيد، والإيماءات، يستطيع الإعلامي الكاريزمي أن يُقدّم رواية معينة على أنها “الحقيقة الوحيدة”. وهذه أخطر أشكال الهيمنة الإدراكية، إذ يُوجَّه الوعي الجمعي لا عبر المعلومة، بل عبر الإحساس الجمعي باليقين.

ثالثًا: دور وسائل الإعلام في إنتاج الكاريزما وصناعتها وسائل الإعلام لا تكتفي بعرض الشخصيات الكاريزمية، بل تصنعها وتُضخّمها ضمن استراتيجيات مدروسة:

1. التكرار والظهور الدائم: كلما تكرّر وجه أو صوت في الشاشة، ترسّخ في اللاوعي الجمعي.

2. التصوير العاطفي للأحداث: التركيز على اللقطة الانفعالية بدل التحليل العقلاني.

3. الانتقاء الرمزي: تقديم الشخصيات ذات “اللغة الشعبوية” بوصفها “قريبة من الناس”.

4. تسليع الشخصية الكاريزمية: حيث تُحوّل إلى “منتج إعلامي” يجلب نسب مشاهدة وإعلانات.

بهذه الطريقة يتحول الإعلام من ناقل للمعرفة إلى صانع للرموز المؤثرة في الإدراك العام.

رابعًا: النتائج على الرأي العام

1. شخصنة القضايا العامة: تتحول المشكلات الوطنية إلى قصص مرتبطة بشخص أو وجه إعلامي.

2. تراجع التفكير النقدي: يُستبدل التحليل بالانفعال، والبرهان بالشعور.

3. القابلية للتلاعب والإقناع الخفي: الجمهور المأخوذ بالكاريزما أقل قدرة على التمييز بين الحقيقة والدعاية.

4. الاستقطاب والانقسام الاجتماعي: تنشأ جماهير متعصبة لشخصيات إعلامية، مما يُفكّك الحوار العقلاني.

5. تحويل الرأي العام إلى رأي انفعالي متقلب، يسهل توجيهه عبر رموز جديدة متى اقتضت الحاجة السياسية أو الاقتصادية.

خامسا: نحو وعي نقدي بالكاريزما الإعلامية

مواجهة هذا النمط من السيطرة الإدراكية تتطلب تعليمًا إعلاميًا نقديًا  يعزز وعي الجمهور بآليات التأثير النفسي في الخطاب الإعلامي. كما تتطلب مسؤولية مهنية من المؤسسات الإعلامية لضبط توظيف الكاريزما بما يخدم المعرفة لا التلاعب، والتأثير الواعي لا الانفعال الجمعي.

ختاما

إن الكاريزما الشعبية التي تنتهجها بعض وسائل الإعلام لم تعد مجرد ظاهرة اتصالية، بل أصبحت أداة استراتيجية في إدارة الوعي وصناعة الرأي العام. فهي تُمكّن المؤسسات من تحويل الانتباه إلى طاقة سياسية واقتصادية، وتعيد تشكيل العلاقة بين الجمهور والحقيقة. إن إدراك هذه الظاهرة وتحليلها بعمق هو خطوة أساسية نحو تحرير الرأي العام من سطوة الصورة والعاطفة، وإعادته إلى منطق الحوار والعقلانية.