فرجال.. News
بقلم د، شلتاغ عبود
(لِلَّذِينَ لَا يُؤمِنُونَ بِٱلأٓخِرَةِ مَثَلُ ٱلسَّوءِ وَلِلَّهِ ٱلمَثَلُ ٱلاعلَى وَهُوَ ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ) النحل :60
ان الذين لا يؤمنون بالآخرة يستغنون عن الله ، و يستعلون عليه ، وينسبون لأنفسهم صفات الكمال ، بينما واقع الحال ، انهم يمثلون الدرجات الدنيا من الصفات والقدرات ، ويكونون ، بناء على ذلك ، المثل الذي يخذ قدوة وأنموذجا لأفعال السوء والنقص والقبح .
وقد تحدث القرآن عن كثير من النماذج البشرية التي تمثل الدرجات القصوى في الكفر مثل فرعون ، وبلعم بن باعوراء ، و كعب ابن الأشرف الذي وصف بالطاغوت ، وغيرهم ممن يمثلون الدرجات القصوى في البخل او سوء التدبير او الجهل او التكبر
او الحرص على المال …
ان أمثال هؤلاء لا يتخذهم قدوات ونماذج تحتذى إلا الذين من جنسهم وأشباههم ممن لا ياتون بخير ، ولا ينفعون البشرية في شيء ، وهم اعجز الناس عن الوصول الى صفة واحدة من الصفات التي تليق بالإنسان الذي كرّمه الله واراد له ان يكون خليفة وسيدا ومبدعا ومعمرا للأرض .
واليوم يظهر اصحاب الأمثال السيئة والمنحطة ليشكلوا لأنفسهم هالات من الكمال والجمال ، فيتبعهم الهمج الرعاع
الذين استساغوا العبودية والضعف ، او اغرموا بالشهوات . ولك ان تعد الدول المستكبرة والشخصيات الطاغية ، ونماذج الفنانين الذين يمثلون عجل السامري المعاصر ، لك ان تعدهم أمثالا للسوء ، وما اكثر من يتبعهم ، ويقلدهم وهم في واقع الحال نماذج للعجز والقبح وسوء المآل.
(ولله المثل الأعلى ) في كل شيء
من صفات الكمال والجمال ، والقدرة والخلق والعلم والحلم والقوة والعزة …
إنهما مثلان وانوذجان يبلغ كل واحد منهما الدرجات العلى في الكمال او الدرجات الدنيا في النقص والعجز والقبح .
ومن العجب ان أمثلة السوء هؤلاء ينسبون نقصهم وعجزهم إلى الله ليغطوا على ما فيهم من
قبح وعجز وخسران .