فرجال.. News
بقلم الكاتب : صفاء الفريجي/ البصرة
قد تختلط المفاهيم على الجيل الجديد ، في زحمة الأحداث و تراكم المواقف ، و وسط إمتداد السلسلة المحمدية العلوية الحسينية الصدرية .
و من باب الإختصار و الدخول في صلب الموضوع ، لا بد من تصفية الأوراق المشوشة و تفكيك الأفكار المغلوطة التي يحاول البعض تمريرها عن عمد أو جهل .
و قد أكون قاسيًا في بعض المواضع ، إلا أن الحقيقة لا تقبل المجاملة ، و تفرض عليّ أن أقول ما أقول ..!!
بعد إستشهاد الولي الطاهر المرجع المظلوم السيد محمد محمد صادق الصدر لم يترك مشروعه بلا إمتداد .
لقد رأى العراقيون أن الحاجة كانت إلى قيادة لا تمثل التقليد ، بل تمثل الوجدان الشعبي و الرفض الثوري و المشروع الرسالي .
فلم يكن السيد مقتدى الصدر مرجع تقليد بل قائد نهج و سليل تضحية و صوت شعب .
و من هنا بايعته القلوب قبل أن تتكلم الألسن ، و أصبح الوريث الشرعي لخط الصدر ، بقول الناس و إحتياج الأمة .
أما مفاتيح الحوزة فقد وقعت للأسف في أيدي طلاب دنيا ، لا يحملون من روحها إلا الألقاب و لا من الكرم إلا الكلام .
فالحقيقة التي لا يمكن إنكارها : من أراد الدفاع عن المذهب لا يبحث عن كرسي أو جاه ، بل يحمل الهم و يقف في وجه الطغاة ، كما فعل الصدر الثاني و كما يفعل وريثه اليوم ..!!
أما من يدّعي الإنتماء لنهج الصدر الثاني من داخل العراق أو خارجه ، عبر مرجعية أو قيادة أو دعوى نسب ، فلا يمتّ له بصلة إلا إذا أقرّ بقيادة وريثه الحق .
و أنا أستبعد ذلك لما فيهم من كبر و تعالٍ و إنقطاع عن واقع الأمة و همومها .
ما دعاني للكتابة ليس إلا الإحساس بالواجب تجاه دم الشهداء ، و مواقف القائد و روح الشعب .
و كان آخر ما أجّج هذه الروح ، دعوة سماحة السيد مقتدى الصدر إلى إحياء الشعائر الحسينية ، لا سيما دعوة العاشر من المحرم ، التي أعادتنا إلى أيام الشهيد الصدر ، حين كان التطبير صرخة بوجه الظلم ، و المواكب جبهة مقاومة ..!!
و قد قالها سماحته بوضوح في ندائه الأخير : دعا زعيم التيار الوطني الشيعي ، سماحة السيد مقتدى الصدر ، إلى إقامة أكبر تجمعات التطبير في كربلاء المقدسة فجر يوم العاشر من المحرم قائلاً : يا أيها التيار الوطني الشيعي يا أنصار بني هاشم ، وحدوا صفوفكم و طبّروا هاماتكم وطبّروا أنفسكم الأمارة بالسوء ، لتُغِيظوا أعداء الإمام الحسين و أتباعهم ، فهم ليسوا من الشيعة ولا من السنة في شيء بل بدلوا نعمة الله كفرًا ..!!
إنها ليست شعائر فحسب بل رسالة و تجديد عهد لخط الصدر ، و نهج الحسين و مشروع الشعب .
و الصدر الثاني .. باقٍ و يتمدد ..!!