🛑فرجال... news
رئيس اتحاد الصحفيين
مظفر عبدالمجيد
كلنا عالقون في رحمة الله، ننتظر عدله، ونتمسّك بأملٍ لا ينقطع رغم ما نواجهه من خيبات. ومع ذلك، تظهر في كل مجتمع نفوس ضيّقة لا ترى في الحياة سوى مصالحها الضيّقة، تتشكّل وفق ما تمليه عليها حاجتها إلى التملّق والتسلّق، حتى لو كان ذلك على حساب الكرامة والحق.
ما زال أولئك “لاعقو الأحذية” و”ماسحو الأكتاف” ينتشرون في المشهد العام بشكل مريب، يقدّمون الولاء لمن يملكون السلطة، لا لقناعة أو إخلاص، بل طمعًا في مكاسب آنية، يعلمون في قرارة أنفسهم أنها لا تدوم.
ورغم أن البعض لا يتردد في مواجهتهم بكلمات قاسية، بل مهينة أحيانًا، فإنهم لا يتأثرون، ولا يظهر عليهم أدنى شعور بالندم أو الخجل. فالنفوس التي مات فيها الإحساس، لا تهتز أمام الحقيقة، ولا تردعها الإهانات، لأنها ببساطة فقدت الحياء.
إنّ ما يغيب عن هؤلاء هو أن هذا التزلف، وإن نفعهم مؤقتًا، لن يشفع لهم عندما تتبدل الموازين، وحين يُفتضح ما كانوا يُخفونه من نوايا مريبة، لم تعد خافية على أحد. فالتاريخ لا يرحم، وذاكرة الناس، وإن خذلت أحيانًا، لا تنسى من باع المبادئ من أجل فتات المكاسب.
ويبقى السؤال معلقًا: إلى متى يستمر هؤلاء في خداع أنفسهم قبل أن يكتشفوا أن المكانة الحقيقية لا تُصنع بالتصفيق للأقوياء، بل بالمواقف الصلبة والكرامة التي لا تُشترى؟