((التعرفه خير من الماتعرفه))...بقلم عدنان العربي

ادارة الموقع نشر في 2025-03-27 20:41:37

عدد زيارات الموضوع 32

فرجال...news

الصناعات الدوائية في العراق: خطوة نحو الاكتفاء الذاتي والتميز

عدنان العربي

25/3/2025

شهد قطاع الصناعات الدوائية في العراق تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، بفضل جهود الحكومة في دعم الإنتاج المحلي، وتشجيع الاستثمار في هذا المجال الحيوي. فمع تزايد الحاجة إلى الأدوية ذات الجودة العالية والأسعار المناسبة، أصبح الدواء العراقي اليوم خيارًا مفضلًا مقارنة بالمستورد، وذلك لأسباب عدة تتعلق بالجودة، الرقابة، والأسعار التنافسية.

جودة الدواء العراقي وتفوقه على المستورد

أثبتت الدراسات والأبحاث التي أجريت في أحد المراكز البحثية أن الدواء العراقي يتمتع بجودة عالية تجعله يتفوق على العديد من الأدوية المستوردة. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها التزام المصانع المحلية بمعايير التصنيع الجيد (GMP) وإخضاع منتجاتها لعمليات التقييس والسيطرة النوعية. كما أن الأدوية المنتجة محليًا يتم اختبارها في مختبرات متخصصة لضمان فاعليتها وسلامتها قبل طرحها في الأسواق.

على العكس، تعاني بعض الأدوية المستوردة، خاصة تلك التي تدخل العراق بطرق غير قانونية، من غياب الرقابة وعدم وضوح مصدرها، مما قد يشكل خطرًا على صحة المرضى. ولهذا السبب، ينصح الأطباء والمختصون باستخدام الدواء المحلي، لأنه يتمتع بمواصفات معروفة ومنشأ موثوق، وهو ما يعزز ثقة المستهلك به. كما يقال: “التعرفه أحسن من الما تعرفه”، أي أن معرفة مصدر الدواء وجودته أفضل من استخدام أدوية مجهولة المصدر.

دور الحكومة في دعم الصناعات الدوائية

ساهمت الحكومة العراقية في تطوير قطاع الصناعات الدوائية من خلال عدة إجراءات، منها:

1. إنشاء مصانع جديدة: شهد العراق افتتاح العديد من المصانع الدوائية الحديثة في مختلف المحافظات، مما ساعد على زيادة الإنتاج المحلي وتوفير أدوية ذات جودة عالية.

2. تقديم الدعم المالي والتقني: دعمت الحكومة هذه المصانع من خلال تقديم التسهيلات المالية والقروض، بالإضافة إلى توفير البنية التحتية والتقنيات الحديثة.

3. تعزيز الرقابة والسيطرة النوعية: لضمان جودة الأدوية، تم تشديد الإجراءات الرقابية على المصانع المحلية، مما يضمن مطابقة المنتجات للمعايير الصحية العالمية.

4. دعم الأسعار: تعد أسعار الدواء العراقي مدعومة مقارنة بالمستورد، مما يجعله في متناول الجميع، خاصة مع ارتفاع أسعار الأدوية الأجنبية بسبب تكاليف الاستيراد والضرائب.

مستقبل الصناعات الدوائية في العراق

مع استمرار الدعم الحكومي وزيادة الوعي بأهمية الصناعة الدوائية المحلية، يمكن للعراق تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية، بل والتوجه نحو التصدير إلى الأسواق المجاورة. ولتحقيق ذلك، يجب التركيز على تطوير الأبحاث الدوائية، وتحفيز الاستثمارات في هذا القطاع، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة استخدام المنتج المحلي بين المواطنين.

خاتمة

إن دعم الصناعات الدوائية في العراق ليس مجرد خيار اقتصادي، بل هو ضرورة لضمان الأمن الصحي للبلاد. فالدواء العراقي، بفضل رقابته الصارمة وجودته العالية وأسعاره التنافسية، يمثل البديل الأفضل مقارنة بالمستورد، وخاصة الأدوية غير المعروفة المصدر. لذا، من المهم تعزيز الثقة بالمنتج المحلي والترويج لاستخدامه لضمان صحة أفضل ومستقبل أكثر استقرارًا لقطاع الصحة في العراق.