فرجال news
في هذا الوطن المنكوب، لا يكفي أن تكون جائعًا، بل يجب أن تبقى جائعًا بصمت. وإذا ما حاولت أن تملأ يدك بورقة غار تسدّ بها رمق صغارك، فالدم سيكون ثمَنها.
الشابان مهند حسن ومحمد حسن من أبناء قرية درميني في ريف جبلة، لم يكونا يحملان سـ لاحًا، ولم يخطئا في حق أحد. كل ما فعلاه أنهما حملا أتعابهما ومضيا في رحلة شقاء إلى طريق بيت ياشوط – الغاب، بحثًا عن أوراق الغار التي يمكن بيعها ببضع ليرات، يطعمان بها أسرتهما.
لكن رصـ ـاص الـ غـ در كان بانتظارهما. سيارة ‘‘سانتافيه‘‘ تحمل لوحة محافظة إدلب، مرت على الطريق وفتحت النار عليهما بـ دمٍ بارد. سقطا شهيدين، وجُرّدت الحياة من معناها في لحظة واحدة على قارعة طريق حلة عارة.
في هذا البلد، الكرامة تُقابَل بالـ ـمـ ـوت، والـ ـعـ ـرق يُكافَأ بالـ ـرصـ ـاص، والكفاح من أجل لقمة شريفة صار جـ ريـ ـمـ ـة بلا محاكمة.
يـ ـمـ ـوت الناس هنا لأنهم لا يريدون أن يسرقوا.. لأنهم يريدون أن يعيشوا بكرامة. لكن الـ ـقـ ـتـ ـلة لا يتركون حتى خيار الفقر الشريف.الـ ـدم السوري يسـ تـ ـباح كل يوم، على مرأى ومسمع الجميع، في ظل سلطة تصنع من الـ ـقـ ـتـ ـل سياسة، ومن الخوف نظامًا، ومن الطائفية هوية.
#مهند_حسن #محمد_حسن.. سلام لأرواحكم النقية.وسلام لكل يدٍ متعبة تُقابَل اليوم بلقمةٍ من موت.#جبلة #درميني #سوريا #26_حزيران_2025