🛑فرجال... news
بقلم: الإعلامية هدى زوين
لم يعد الانفتاح خيارًا، بل صار واقعًا تفرضه التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي. بضغطة زر، يطّلع الشاب على ما يدور في أقصى الأرض، يكوّن صداقات عابرة للحدود، ويُغمر بأفكار ومعتقدات وصور قد لا تنسجم مع بيئته وثقافته.
وهنا يكمن التحدي الأكبر: هل نُحسن استثمار هذا الانفتاح؟ أم نغرق في تياره دون وعي؟
الانفتاح في حد ذاته ليس مشكلة، بل هو بوابة إلى العلم والتطور والنقاش الحر. لكن المشكلة تبدأ حين يتحول إلى تقليد أعمى، حين تصبح القيم الدخيلة مقياسًا للنجاح والتطور، ويُنظر إلى الأصالة وكأنها تخلّف!
جيل اليوم يواجه طوفانًا من المؤثرين والمحتويات التي تلمّع التفاهة، وتُشجّع على التمرد والانفلات، تحت شعار “حرية التعبير”. ومع غياب الرقابة الأسرية والتربوية الواعية، بات من السهل على المراهق أن يُشكّك في مبادئه، ويتيه بين ما هو أصيل وما هو دخيل.
في المقابل، هناك أيضًا شبابٌ واعٍ، استطاع أن يوازن بين الانفتاح والحفاظ على الهوية. شبابٌ استخدم الإنترنت ليتعلّم، ليُبدع، ليُعبّر عن رأيه دون أن يُفرّط بقيمه.
إننا لا نُطالب بالعزلة، ولا ندعو إلى القوقعة، لكننا نناشد هذا الجيل أن لا ينسى جذوره، أن لا يتحول إلى نسخة باهتة من ثقافات أخرى. نُريد جيلًا منفتحًا، ولكن بثقة، جيلًا يعرف من هو، فيحترم غيره دون أن يذوب فيه.
في النهاية، المعركة ليست بين جيل قديم وجديد، بل بين الوعي والضياع. والرهان الحقيقي هو على العقل الذي يُفكّر، لا الذي يُقلّد، وعلى الهوية التي تنفتح دون ان تتشظى.