🛑فرجال... نيوز
تداعيات مذكرة التفاهم الأمنية العراقية-الإيرانية على العلاقات العراقية-الأمريكية
خلفية الحدث
شهدت بغداد توقيع مذكرة تفاهم أمنية بين مستشار الأمن القومي العراقي والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، برعاية رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.
الاتفاقية ركزت على التنسيق الأمني للحدود المشتركة، وطرحت ملفات اقتصادية استراتيجية مثل الربط السككي والاندماج في مشاريع النقل الإقليمي.
هذه الخطوة تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً سياسياً وعسكرياً، إضافة إلى استمرار التوتر في العلاقات الأمريكية-الإيرانية.
القراءة السياسية
1. رسالة واضحة للولايات المتحدة
• توقيع اتفاق أمني بهذا المستوى مع إيران، وبحضور شخصية سياسية أمنية بارزة مثل لاريجاني، يحمل إشارة ضمنية لتقارب استراتيجي بين بغداد وطهران.
• يعزز الانطباع بأن العراق يوازن – وربما يميل – نحو محور إقليمي بقيادة إيران، خاصة في ظل دعم العراق العلني لإيران ضد “العدوان الصهيوني” كما جاء في تصريحات السوداني.
2. ضغط على هامش المناورة الدبلوماسية العراقية
• الولايات المتحدة تعتمد على العراق كـ شريك أمني ولوجستي في ملفات محاربة الإرهاب واستقرار المنطقة.
• أي تعميق للارتباط الأمني مع إيران قد يُفسَّر أمريكياً على أنه تآكل للحياد العراقي، مما يضعف قدرة بغداد على لعب دور الوسيط في الحوار الأمريكي-الإيراني.
التأثيرات على العلاقات العراقية-الأمريكية
1. الأثر الأمني
• واشنطن قد ترى في التنسيق الحدودي العراقي-الإيراني فرصة لإيران لتعزيز نفوذها الاستخباري والعسكري داخل الأراضي العراقية.
• احتمالية زيادة حساسية ملف الوجود العسكري الأمريكي في العراق، خصوصاً مع تنامي الدعوات الداخلية المدعومة من أطراف مقربة من إيران لسحب القوات الأمريكية.
2. الأثر الاقتصادي-الاستراتيجي
• مشاريع الربط السككي والممرات التجارية التي تشمل إيران قد تُعتبر منافسة أو بديلة لمشاريع مدعومة أمريكياً (مثل خطوط النقل المرتبطة بدول الخليج وإسرائيل).
• إذا تم ربط العراق بممرات إيران بشكل أعمق، فإن ذلك قد يقلل من اعتماد العراق على الممرات التجارية التي تفضلها واشنطن.
3. الأثر على ملفات التعاون المشترك
• الولايات المتحدة قد تعيد النظر في حجم الدعم المالي والفني المقدم للعراق في مجالات الطاقة والبنى التحتية.
•احتمال زيادة القيود أو التشديد في التعاملات المصرفية والدولارية، خاصة مع استمرار حساسية ملف تهريب العملة واتهامات واشنطن لإيران باستخدام النظام المالي العراقي لتجاوز العقوبات.
المخاطر والفرص
المخاطر
• زيادة التوتر السياسي بين بغداد وواشنطن قد يؤدي إلى عقوبات أو تقليص التعاون الأمني.
• خطر إدراج العراق في خانة “الدول المتأثرة بالنفوذ الإيراني” في التقارير الأمريكية والدولية، مما قد يضعف بيئة الاستثمار الأجنبية.
الفرص
• إذا أدار العراق الملف بذكاء دبلوماسي، يمكنه تحويل الاتفاقية إلى أداة توازن إقليمي، مع الاستفادة من إيران في حماية الحدود، ومن أمريكا في دعم الاقتصاد والأمن الداخلي.
• تعزيز دور العراق كوسيط مباشر في تخفيف التوتر الأمريكي-الإيراني إذا تم ربط الاتفاقية بخطوات سياسية شاملة.
التوصيات العملية
1. إستراتيجية تواصل مزدوجة
• إطلاق حوار مباشر مع واشنطن لشرح الأبعاد الأمنية المحضة للاتفاقية، مع التأكيد على أن العراق لا ينحاز لمحور على حساب آخر.
2. تحصين المسار الاقتصادي
• ضمان أن مشاريع الربط السككي والممرات الإقليمية لا تعزل العراق عن المشاريع التي تربطه بشركائه الآخرين، خاصة الخليج والولايات المتحدة.
3. توازن أمني-سياسي
• تحديد آليات تنفيذ الاتفاقية مع إيران بحيث لا تؤثر على عمليات التحالف الدولي ضد الإرهاب داخل العراق.
خلاصة
الاتفاقية الأمنية بين العراق وإيران خطوة تعكس تقارباً متزايداً في المصالح الأمنية والاقتصادية بين البلدين، لكنها تضع العلاقات العراقية-الأمريكية أمام اختبار دقيق. نجاح العراق في إدارة هذا التوازن سيعتمد على وضوح الرسائل السياسية، وتعدد الشراكات الاقتصادية، وعدم ترك فراغ أمني أو اقتصادي يمكن أن يُفسَّر على أنه انحياز استراتيجي.
إذا أردت، يمكنني إعداد نسخة موسعة بصيغة ورقة بحث أكاديمية مع مراجع وتحليل أعمق لتأثير الاتفاقية على موازين القوى في المنطقة وربطها بسياق الأمن الإقليمي.