هذا يوم اسعد المفلسون والسفله....بقلم : كمال فتاح حيدر

ادارة الموقع نشر في 2025-01-15 19:53:49 عدد زيارات الموضوع 3

هذا يوم اسعد المفسدون والسفلة
بقلم: كمال فتاح حيدر
فرجال..news
جاورتُ أعدائي وجاور ربه شتان بين جواره وجواري. .
غاب البدر الكريم وسوف يفتقده أهل العراق إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر. .
غاب البدر الكريم في التوقيت الذي تتمناه الخفافيش والزواحف والقردة. .
رحل الرجل الذي كان يمثل صوت الشعب المجلجل بالحق خارج قاعة البرلمان. . ربما كان حظنا العاثر ان نفقده الآن كي يواصل المفسدون خطواتهم المتسارعة نحو إبرام صفقاتهم المشبوهة. .
فرحت الوزارات التي كان يسدد ضرباته اليها، فيا لك من قبرة بمعمري، خلا لك الجو فبيضي واصفري، قد رحل الصياد عنك فأبشري، ونقري ما شئتي ان تنقري. .
هذا يوم افرح المفسدون، وأراح الفاشلون، وزغردت فيه التشكيلات الوزارية المترهلة، وانشرح فيه صدر انشراح وأم اللول في دولة (عواطف) المتعاطفة جدا جدا مع الاعداء والاصدقاء والاعدقاء. .
كان يرصد زلاتهم وهفواتهم وأخطاءهم وتعاقداتهم المشبوهة، ويفضحهم بالصوت والصورة. لم يخش في قول كلمة الحق لومة لائم، ولم يخف إلا من الله تعالى، لم يخش سواه. كان يمتلك قدرات استثنائية في كشف المستور والمستخبي. وكان ظهوره على نافذة مكتبه يعني الخوف والذعر في قلوب المفسدين، فتتجمد الدماء في عروقهم وكأن صاروخا قد أصابهم في مقتل. .
لم يجرؤا على مواجهته، فقد كان النصر حليفه الدائم في كل جولة، لكنه كان يقف بإزائهم وحده، فقط وحده، من دون ان تخيفه كثرتهم، ومن دون يرعبه نفوذهم وسلطتهم وجبروتهم. .
لم تجر دولة العواطف تحقيقا واحداً للتحري عن الملابسات والشبهات والزوابع التي كان يثيرها ضدهم من وقت لآخر. لم تكن لديه مصالح شخصية في معاداتهم. كان رحمه الله يمتلك شرف الخصومة في السماح لهم بالرد، لكنهم كانوا يلوذون بالصمت المطبق في كل جولة من جولاته المؤزرة. .
كان رحمه الله يلهب مشاعرنا بحماسه الوطني ويثير شجوننا بلهفته وعشقه لارض الرافدين، لم يكل ولم يمل في مقارعتهم ومواجهتهم بالأدلة الدامغة. .
فارس مغوار ترجل اليوم عن صهوة جواده. مؤلم رحيل الكبار في زمن الشح.
خسرنا برحيله كريمَ خلقٍ، سخيُّ العطاء، نصير الإصلاح. سيفتقدك الشعب الذي أحببته حتى الرمق الأخير وأحبك بشغف كبير. .
رحمك الله يا أخي الكريم. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

مواضيع قد تعجبك