🛑فرجال... news
بقلم ا. سعد فياض
في عصر الثورة الرقمية، أصبح الإعلام الجديد (مواقع التواصل الاجتماعي، المنصات الإلكترونية، المدونات) أداة فاعلة في تشكيل الصورة الذهنية للأحداث الكبرى، ومن أبرزها زيارة الأربعين التي تشهدها مدينة كربلاء المقدسة سنوياً. فلم يعد الخبر ينتقل عبر الوسائل التقليدية فحسب، بل أصبح المشهد الإعلامي تفاعلياً، يعتمد على المشاركة المباشرة للجمهور. فكيف ساهم الإعلام الجديد في تشكيل الصورة الذهنية لهذه المناسبة الدينية العظيمة؟
1. تعزيز الوعي ونشر التفاصيل
يعد الإعلام الجديد وسيلة رئيسية لنشر المعلومات حول زيارة الأربعين، من حيث تاريخها، طقوسها، وأهميتها الدينية. فمن خلال: مقاطع الفيديو على يوتيوب وتيك توك، التي توضح مراسم الزيارة. المنشورات التفاعلية على فيسبوك وتويتر، التي تشرح معنى الأربعين وارتباطها بواقعة كربلاء. البث المباشر للخطب والمواكب، مما يتيح متابعة الحدث لحظة بلحظة.
كل هذه الأدوات ساهمت في خلق وعي جماعي أكبر بالحدث، خاصة لدى الأجيال الشابة التي تعتمد بشكل أساسي على المنصات الرقمية.
2. تشكيل صورة إيجابية عبر القصص الإنسانية
أبرز الإعلام الجديد الجوانب الإنسانية لزيارة الأربعين، مثل: التكافل الاجتماعي صور إطعام الزوّار المجاني، وتقديم الخدمات الطبية والإيوائية. الوحدة بين المشاركين بغض النظر عن جنسياتهم أو خلفياتهم الثقافية. الانضباط والأمن من خلال عرض الجهود التنظيمية الهائلة التي تبذل لاستقبال الملايين.
هذه الصور الإيجابية تعكس روح التضامن والإيمان، مما يعزز صورة ذهنية مشرقة عن الزيارة.
3. مواجهة الشائعات والتضليل الإعلامي واجهت زيارة الأربعين في بعض الأحيان حملات تشويه من قبل وسائل إعلام معادية أو جهات متطرفة. هنا برز دور الإعلام الجديد في:
نشر الحقائقعبر الهاشتاقات (#الأربعين، #كربلاء). الرد على الشبهات بسرعة عبر التغريدات والإنفوغرافيك. بث مقاطع مصورة تثبت سلمية الزيارة وروحانيتها.
وهكذا، أصبحت المنصات الرقمية ساحة للدفاع عن الحقيقة ضد الروايات المغلوطة.
4. تعزيز التواصل العالمي وجذب الانتباه الدولي
لم يقتصر تأثير الإعلام الجديد على المحليين، بل وصل إلى العالم عبر: الترندات العالمية على تويتر وإنستغرام، حيث يتفاعل مستخدمون من مختلف الدول. التقارير المصورة التي تنتجها قنوات يوتيوب مستقلة، وتنقل المشاهد الحية للزيارة. المشاركة الواسعة للنشطاء والمدونين، الذين ينشرون انطباعاتهم بلغات متعددة.
5. التحديات والمخاطر
رغم الإيجابيات، هناك تحديات تواجه الإعلام الجديد في نقل صورة زيارة الأربعين، منها: انتشار الأخبار الكاذبةأو المقاطع المُحرّفة خارج السياق. استغلال بعض الحسابات لخلق الفتنة بنشر مضامين طائفية. الانحياز الإعلامي لبعض المنصات الكبرى التي قد تقدم الزيارة بصورة سلبية.
لا شك أن الإعلام الجديد قد غيّر طريقة إدراك العالم لزيارة الأربعين، حيث أصبح وسيلة قوية لنشر الوعي، تعزيز الصورة الإيجابية، والرد على التشويه. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان مصداقية المحتوى المنشور، وتعزيز الروايات الموثوقة التي تعكس الجوهر الروحي والإنساني لهذه المناسبة العظيمة.
بهذه الطريقة، يستمر الإعلام الجديد في كونه جسراً للتواصل بين ملايين الزوّار والمتابعين حول العالم، مما يعمّق فهمهم لقيمة زيارة الأربعين وأثرها الاجتماعي