🛑فرجال... news
بقلم د. شلتاغ عبود..
ايحاءات قرانية : 227
(سَتَجِدُونَ ءَاخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأمَنُوكُم وَيَأمَنُواْ قَومَهُم)
النساء :91
حين يحتدم الصراع على أوجه بين جبهة الحق وجبهة الباطل ،
تظهر لك فئة ثالثة ذات طابع واحد وهدف واحد وان تعددت مسمياتها وأوصافها في التاريخ .
ففي التاريخ الإسلامي سميت هذه المجموعة ب بمجموعة :
( الوقوف على التل أسلم )
وفي مرحلة ثانية من التاريخ الإسلامي سميت بمجموعة :
( مالنا والقتال بين السلاطين )
وفي يومنا هذا برز لهم عنوان جديد ، وهو ( النأي بالنفس ) !
هذه المقولات قد يطلقها شخص او جماعة او دولة مثل سعد بن ابي وقاص ، او بعض اهل الكوفة ، او الدولة العراقية الحالية ، ولكنها تعبر عن منهج في الحياة مهما كان نوع من يمثل هذا المنهج فردا او جماعة او دولة .
(يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم) : لا يريدون ان ينالهم اي أذى من احد المتصارعين ، لأنهم أصلا لا يؤمنون بمنهج لهذه الجهة ولا لتلك (قد أهمتهم انفسهم ) ال عمران : 154
هو ينطلق من ذاته ومنفعته ، ويريد ان يحافظ على هذه الذات او المنفعة بغض النظر عن اي مبدأ او عقيدة ، هو ( أبيقوري )
النزعة النفعية ، ولسان حاله يقول : أنا او الطوفان !
الدولة العراقية اليوم ترفع شعار
(النأي بالنفس ) عن الصراع بين الحق والباطل ، والصراع بين أمريكا والجمهورية الإسلامية ،
فهي تعرف من هو على الحق ومن هو على الباطل ، من هو المعتدي ومن هو المعتدى عليه ، هي تريد ان تامن امريكا وايران في الوقت نفسه ، وتنتفع من امريكا وايران كذلك !
وهذه السياسة يبدو انها قصيرة النظر لان اي منتصر من هاتين الجبهتين سيكون له موقف من هذه الدولة ، لا سيما انها تدعي انها تنصر الحق ، وان لها دينا وقيما ، وواقع الحال انها تنظر إلى ما بين أيديها من متاع الحياة الدنيا فقط .
لقد اقتربنا قليلا او كثيرا من السياسة ، وهل الدين الا الحق ، وهل الدين إلا السياسة التي تمثل الحق وتدافع عنه !
وليس في اليوم الاخر موقف بين الجنة والنار ، وما اهل (الأعراف )
إلا مرحلة إما الى النار أو إلى الجنة ، فليعرف اهل ( الوقوف على التل اسلم ) واهل ( مالنا والقتال بين السلاطين ) و اهل ( النأي بالنفس )، انهم ان لم ينصروا الباطل ، فقد خذلوا الحق ، وأنهم ليسوا بمنأى عن الوقوف بين يدي الله !!