المهندس باقر جبر الزبيدي
🛑فرجال... news
التقارب الروسي الأمريكي الأخير تقف ورائه معادلة مهمة جدا وهي المعادلة الاقتصادية والتي أثبتت أنها هي من تحرك الملفات السياسية وبالعكس.
السياسة تصنع الاقتصاد وما نراه من حراك سياسي دولي هدفه في النهاية عقد صفقات اقتصادية ومثال على ذلك ما فعله ترامب حين ربط نهاية الحرب الروسية الأوكرانية بشراء أوكرانيا السلاح الأمريكي بأموال أوربية.
اليوم نحن في العراق نحتاج إلى سياسة تجعل اقتصادنا قويا وقادرا على أن يتطور وهذا يحتاج شراكة مع دول اقتصادية قوية مثل روسيا والهند والصين وحتى الولايات المتحدة الأمريكية شريطة أن تكون سياسة الند للند لا سياسة التابع.
خلال وجودنا على رأس وزارة المالية اعتدنا على الحضور في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولييين وفي 2008 زرنا العاصمة الأمريكية واشنطن والتقينا بواحد من أهم الشخصيات السياسية الأمريكية وهو السيد نيوت گنگرج المتحدث بأسم الكونغرس الأمريكي الذي يعادل في كل الدول رئيس مجلس النواب وهو شخصية سياسية أمريكية مهمة وقيادي في الحزب الجمهوري.
قال لي السيد نيوت گنگرج خلال اللقاء ‘‘ أنت عشت في سوريا معارضا لنظام صدام ما يقرب من 20 عاما وتعرف كل تفاصيل الخارطة السياسية والحزبية والأمنية والاجتماعية السورية كيف يمكن التعامل مع هذا النظام".
هذا السؤال وجه لنا في وقتها بوصفنا وزيرا لمالية العراق وهو أمر يوضح تداخل السياسة بالاقتصاد بشكل تام.
وقد أجبنا السيد نيوت گنگرج بمنتهى الدبلوماسية بالقول: ‘‘ أنتم تعرفون كل ما يجري على الأراضي السورية وأقماركم الاصطناعية هي من تصور معسكرات تدريب الانتحاريين الذين يفجرون أنفسهم في العراق وأتمنى أن تطرح سؤالك على الإدارة الأمريكية التي تسكت عن هذا الأمر".
هذا الموقف القوي كان مفيدا جدا في مفاوضاتنا الاقتصادية حيث فهم الطرف الآخر أننا نفاوض من موقع قوة...