🛑فرجال... news بقلم رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين ا. مظفر عبدالمجيد.................................. في هذا العالم المتقلب، حيث تُستهلك القيم وتُباع المبادئ في أسواق المصالح، تبقى الإنسانية هي أثمن ما يمكن أن يحتفظ به الإنسان لنفسه… هي الرصيد الحقيقي الذي لا يُودع في بنك، ولا يُقيَّم بثمن، لكنها وحدها من تحفظ كرامتك، وتُبقيك واقفًا في نظر نفسك، حتى لو سقطت في أعين الآخرين. قد تمر بمواقف تهزّ ثقتك بالبشر، وتدفعك للرد بقسوة، للخذلان، وربما للانتقام… وقد تُظلم، وتُخان، وتُكسر مرارًا… لكن، مهما حدث، لا تفرّط في إنسانيتك. لا تسمح للظروف أن تسرق منك هذا النقاء الداخلي، لأنك إن خسرته، فلن تربح شيئًا. الذي يفقد إنسانيته، يفقد ذاته أولًا… يعيش في صراع داخلي لا يُشفى، ويبدأ بالتدريج في السقوط: من نظر الناس، من محبة القلوب، ومن احترامه لنفسه. الإنسانية لا تعني الضعف، بل هي القوة الحقيقية التي لا يُجيدها إلا الكبار… أن تكون إنسانًا يعني أن تملك قلبًا لا يتحول رغم الخيبات، وعقلًا لا يُبرر القسوة، وضميرًا يصحو في أحلك اللحظات. نحن لا نُحاسب في النهاية على ما حدث معنا، بل على كيف تصرفنا رغم كل ما حدث. هل اخترنا أن نكون مثل من أساؤوا؟ أم تمسكنا بإنسانيتنا رغم الألم؟ في زمن تكثر فيه الأقنعة، يصبح الإنسان الحقيقي نادرًا… فلا تكن نسخة مشوهة مما أرادوه لك. كن كما أنت، نظيف القلب، ثابت القيم، واضح الموقف. وصدقني… من يبقى إنسانًا في زمن اللا إنسانية، لا يسقط أبدًا… بل يبقى واقفًا، حتى ولو كان وحيدًا.
تمسّك بإنسانيتك فهي الشيء الوحيد الذي لا يُعوّض..