🛑فرجال... news
في كل وطن تُفتح ملفات رسمية، تحمل أختامًا وأوراقًا، وتُسجَّل فيها أحداث وقرارات. لكن هناك ملفات أخرى لا تُكتب بالحبر ولا تحفظ في الأرشيفات الحكومية، بل تُسجَّل بدماء الأبرياء وصرخات المظلومين. هي الملفات التي ترفض الذاكرة نسيانها مهما حاول الطغاة طمسها.
إن ملفات الظلم ليست مجرد أحداث عابرة، إنها شهادات دامية على عجز الأنظمة، وغياب الرحمة، وإسكات الحق. في السجون تُكتب أوراق بأظافر المعتقلين على جدران رطبة. في ساحات القمع تُخطّ سطور بالدماء على الأرض. وفي قلوب الأمهات تُحفظ الملفات الحقيقية التي لا يطويها الغبار ولا يمحوها الزمن.وهنا يأتي السؤال
هل الملفات تمحى مع التاريخ؟
قد تنجح السلطة في إغلاق الأرشيف، أو تزوير الحقائق، لكن التاريخ لا يرحم. ملفات الدم تبقى حيّة، تُفتح كلما ذُكرت أسماء الشهداء والمظلومين. فالصوت الذي قُمع، يعود صداه أقوى، والدم الذي أُريق يتحوّل إلى حبر يكتب رواية الحرية من جديد.
الأخطر من الظلم هو صمت الناس عليه. حين يسكت المجتمع، تتحوّل الملفات الدامية إلى كتاب مفتوح يُعاد تكراره جيلاً بعد جيل. فالظلم إذا لم يُكسر، يصبح عادة، وإذا لم يُفضح، يصبح نظامًا.
ملفات كتبت بدماء الظلم هي أمانة في أعناق كل صاحب قلم وصوت. الكتابة عنها ليست ترفًا، بل مقاومة للكذب، وحماية لذاكرة المقهورين. فالأقلام التي تصمت عن الدم، تشارك في الجريمة، أما الأقلام التي تكتب، فهي تفتح الملفات لتضيء الطريق نحو العدالة.
الملفات التي كُتبت بدماء الظلم لا تحتاج إلى قضاة ولا إلى محامين، بل تحتاج إلى ضمير إنساني يقرأها بصدق. إنها دعوة لنا جميعًا لنكون شهود حق، لأن العدالة وإن تأخرت، لا بد أن تأتي يومًا، وتعيد كتابة التاريخ بحبر الحقيقة لا بدماء المظلومين.
كاتبة وإعلامية