🛑فرجال... news
قرار الكونغرس الأميركي بإلغاء تفويض الحرب على العراق عام 2002 بدا، في ظاهره، خطوة قانونية لإغلاق فصل مرير من تاريخ المنطقة. لكن السؤال الجوهري الذي يتردّد في بغداد والشارع العربي هو: هل أنهت واشنطن حقًا أطماعها في العراق، أم أنها أعادت صياغتها بأساليب جديدة؟
الولايات المتحدة تدرك أن العراق يشغل موقعًا استراتيجيًا بين إيران والخليج وتركيا وسوريا، وأن من يتحكم في بغداد يمتلك ورقة ضغط على ملفات الطاقة والأمن الإقليمي. من هنا، فإن واشنطن لا تسعى اليوم إلى حرب جديدة أو احتلال عسكري مباشر كما في 2003، لكنها في المقابل تحافظ على نفوذها بوسائل مختلفة:
الوجود العسكري المحدود تحت عنوان “المشورة والتدريب”.
النفوذ الاقتصادي عبر عقود النفط والغاز والمساعدات.
التوازن السياسي من خلال دعم قوى عراقية تضمن ألا يتحول العراق إلى حليف كامل لإيران.
وعليه، فإن ‘‘الأمر المبيّت‘‘ لم يعد في صورة غزو وجيوش، بل في شكل إستراتيجية طويلة الأمد لإبقاء العراق ضمن مجال النفوذ الأميركي، وضمان عدم تحرّره تمامًا من لعبة التوازنات الدولية.