🛑فرجال... news
بقلم.. سامي الجابري
حين اشتدت العواصف، وتكالب الإرهاب والطائفية على العراق، ظهر رجل الدولة الصلب؛ نوري المالكي، الذي حمل هموم الوطن بجرأة وحزم، وأثبت أن العراق لا يُبنى إلا بالقرار الشجاع والرؤية الواضحة.
لقد تسلّم المالكي زمام الحكم في أصعب مرحلة من تاريخ العراق الحديث. يومها كانت الشوارع تعج بالمفخخات، والدولة على وشك الانهيار، لكن بإرادته الصلبة وبرنامجه المعروف بـ ‘‘دولة القانون"، أعاد للعراق شيئًا من هيبته، وواجه الميليشيات والعصابات والإرهاب، ليؤكد أن سلطة الدولة فوق الجميع.
لم يكن المالكي مجرد رئيس وزراء، بل كان قائد مشروع. مشروع يؤمن بأن العراق لا يُحكم بالمحاصصة والولاءات الضيقة، بل يُدار بقوة الدستور وصوت الشعب عبر صناديق الاقتراع. ومن هنا ترسخت قناعته أن الشرعية الحقيقية لا تأتي إلا من الشعب، وأن الديمقراطية هي الطريق الوحيد لتغيير السلطة.
في السياسة الخارجية، حافظ المالكي على توازن صعب بين القوى الإقليمية والدولية، فكان العراق في عهده حاضرًا في كل معادلة إقليمية، ولم يسمح أن يكون تابعًا بلا قرار.
واليوم، وبعد كل تلك السنوات، يبقى المالكي رمزًا للاستمرارية والتأثير، وقامة سياسية لا يمكن تجاوزها. فهو ما يزال يملك الثقل البرلماني والحزبي، ويُعدّ من أبرز أعمدة الإطار التنسيقي، ومن أكثر القادة قدرة على صياغة المعادلات السياسية.
إن التاريخ سينصف نوري المالكي بوصفه أفضل قادة العملية السياسية في العراق بعد 2003؛ لأنه جمع بين الحزم في القرار، والإيمان بالدستور، والقدرة على مواجهة التحديات الوجودية التي عصفت بالعراق.