🛑فرجال...news
أشارت تقارير حديثة إلى أن الصين قد تحقق قفزة نوعية في مجال الفضاء خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، متجاوزة بذلك الولايات المتحدة في سباق العودة المأهولة إلى القمر. جاء ذلك في تقرير جديد بعنوان Redshift صادر عن الاتحاد التجاري للفضاء، والذي رصد التقدم السريع للبرنامج الفضائي الصيني وقدرته على تحديد وتيرة العصر الجديد للاستكشاف خارج الأرض.
يبرز التقرير الإنجازات المتسارعة للصين، والتي تشمل محطة الفضاء تيانقونغ التي أُنشئت عام 2023، وشُغلت بشكل مستمر منذ ذلك الحين، لتصبح المنصة الحكومية الوحيدة في العالم بعد تقاعد محطة الفضاء الدولية. وفي الوقت نفسه، تتقدم مهمات تشانغ’e الصينية، حيث أعادت عينات قمرية إلى الأرض وتستعد لهبوط مأهول على القمر بحلول عام 2030. ويشير التقرير إلى أن الصين تعيش عمليا ‘‘عصر أبولو، ومحطة الفضاء الدولية، وعصر الفضاء التجاري في آن واحد"، مما يسمح لها بتحقيق تقدم متزامن في عدة مشاريع طموحة.
القمر أصبح ساحة المنافسة الأبرز، بينما تواجه وكالة ناسا الأمريكية تأخيرات متكررة في برنامجها أرتميس، جزئيا بسبب المشكلات التقنية المتعلقة بصاروخ ستارشيب التابع لشركة سبيس إكس. على العكس، استطاعت الصين تحقيق أهدافها بانتظام، بما في ذلك رسم خرائط دقيقة للقمر، واسترجاع عينات من الجانب البعيد، وتطوير صواريخ ثقيلة قادرة على نقل رواد الفضاء. وتخطط الصين لبناء قاعدة قمرية دائمة بحلول عام 2035 تعمل بمفاعل نووي ذاتي التشغيل، وهو ما يعزز مطالبها بموارد القمر ويمهد الطريق لمهام مستقبلية إلى المريخ، وفقا لـ dailygalaxy.
وعلى صعيد المدار الأرضي المنخفض، توسع الصين حضورها عبر ستة موانئ فضاء تشغيلية، وأطلقت خططا لإنشاء كوكبات ضخمة من الأقمار الصناعية، ومحطة طاقة شمسية مدارية، وتلسكوب فضائي منافس لتلسكوب جيمس ويب. وقد قفزت الاستثمارات الصينية في الفضاء التجاري إلى 2.86 مليار دولار في 2024 مقارنة بـ164 مليون دولار فقط عام 2016، بدعم من مبادرة طريق الحرير الفضائي التي أسست أكثر من 80 مشروعا تعاونيا مع دول مثل روسيا والهند واليابان. ويشير المحللون إلى أن هذه الاستراتيجية تقلص النفوذ الأمريكي في الجهود الفضائية الدولية.
ورغم أن الولايات المتحدة ما زالت متقدمة في بعض المجالات، يحذر التقرير من أن الصين تقلص الفجوة بسرعة كبيرة. وقد صرح جيم برايدنستين، المدير السابق لناسا، أنه من ‘‘غير المرجح بشدة أن تتفوق الولايات المتحدة على الجدول الزمني للصين‘‘ للعودة المأهولة إلى القمر ما لم تُلغَ تخفيضات الميزانية الكبرى. كما أشار محللون إلى أن تقليص ميزانية ناسا قد يهدد مشاريع طويلة الأمد ويضعف الشراكات التجارية التي دعمت قيادة أمريكا في الفضاء.
وبحسب الباحث جوناثان رول، المشارك في إعداد التقرير، فإن سرعة الطموحات الصينية في الفضاء مثيرة للدهشة، حيث تغيرت كل الخطط تقريبا خلال ثلاث سنوات فقط، مما يعكس تحولا كبيرا في المشهد الفضائي العالمي ويشير إلى سباق محتدم بين الصين وأمريكا على قيادة الفضاء في المستقبل القريب.