🛑فرجال... news
د، فراس الراوي
يُعَدّ تعلم اللغات من الأسس الجوهرية للتقدم العلمي والتقني في عصرنا الحاضر، إذ أصبح وسيلة لا غنى عنها للتواصل والانفتاح على العالم. وقد ورد في السيرة أن الرسول محمد ﷺ حثَّ زيد بن ثابت رضي الله عنه على تعلم لغة اليهود ليقي شرهم ومكرهم، مما يؤكد أهمية معرفة لغات الأقوام الأخرى.
لقد ورثت أمة الإسلام هذا النهج جيلاً بعد جيل، فحرصت على تعلم لغات الشعوب التي تتعامل معها، ونشطت حركة الترجمة ونقل العلوم، الأمر الذي أسهم في ازدهار الحضارة الإسلامية. واليوم، لا يخفى على أحد أن تعلم اللغات – وفي مقدمتها اللغة الإنجليزية – أصبح شرطًا أساسيًا للسفر أو متابعة الدراسة داخل البلاد العربية وخارجها. ومن هذا المنطلق، بادرت وزارة التعليم العالي العراقية مشكورة بفرض تعلم اللغة الإنجليزية كمتطلب لإكمال الدراسات العليا.
كما تُظهر الإحصائيات العالمية أن العديد من الدول التي يتكلم سكانها أكثر من لغة – تصل أحيانًا إلى ثلاث لغات – تُعد من الدول المتقدمة تعليميًا وتكنولوجيًا.
👇👇👇
الخلاصة
إن تعلم اللغات المختلفة لا يقتصر على توسيع آفاق الإنسان فحسب، بل يساعد أيضًا على تنمية القدرات العقلية، ورفع مستوى الذكاء، والوقاية من أمراض الشيخوخة مثل الزهايمر، وفق ما تؤكده الأبحاث العلمية. ومع الأسف، يبقى المجتمع العراقي من أقل المجتمعات إقبالًا على تعلم اللغات العالمية، وهو ما تؤكده إحصاءات وزارة التعليم العالي والتقارير الدولية.
وعليه، فإن من الضروري أن تجعل الجهات الحكومية والقطاع الخاص إتقان اللغات – وفي مقدمتها اللغة الإنجليزية – أحد الشروط الأساسية للتعيين والعمل، لتحفيز المجتمع على الإقبال الجاد على تعلمها، خدمةً للفرد ونهضةً للوطن.
الدكتور .فراس الراوي