🛑فرجال... news
د. ناجي الفتلاوي
لا أتحدث في السطور ادناه عن مهمة شاقة أو تبدو شبه مستحيلة مفادها كتابة تاريخ جديد ، او إعادة صياغة الوعي التاريخي الجمعي،بل هي مساحة تحليلية اثارها في داخلي ما كتبه الصديق الدكتور وليد الزيدي في كروب واتساب يجمعني واياه مع ثلة طيبة من الزملاء الاكاديميين ،ولنا وعطفا على اعلاه ان نتساءل
كيف نفهم ماضينا؟كيف نقرأ علاقتنا بالدولة؟ وكيف نُسهم في صناعة المستقبل لا كموضوعات في كتب التاريخ، بل كفاعلين فيه؟ فالتاريخ الجديد هو رؤية نقدية للماضي تؤسس لمستقبل متوازن، لا يقدّس السلطة ولا يهمل المجتمع، ويبقى سؤال التوازن بين سردية الدولة وبناء المجتمع عالقا في فضاء التفكير ،فالتاريخ الرسمي عادةً ما تكتبه الدولة، فيركّز على إنجازات السلطة، والمعارك، والملوك، والخلفاء ، بينما التاريخ الحيّ يكتبه المجتمع من خلال ثقافته، وتجربته، ومقاومته، وإبداعه ،وهنا قد تبرز أفكار ومقترحات طوباوية منها ،تحرير التاريخ من احتكار الدولة دون أن نُقصي دورها،مع منح المجتمع صوته في السرد التاريخي (الفلاح، العالم، المرأة، المثقف، الحرفي...)، مع ايجاد تصالح بين الذاكرتين: الرسمية والشعبية، بحيث لا تُقصي إحداهما الأخرى،ما تقدم اذا ناقشناه وسط ديناميات متغيرة (كما يقول الدكتور وليد الزيدي)يتطلب منا تغيير زاوية النظر الى أدوات الوعي والإعلام وسط تسارع التحولات السياسية والاجتماعية وتعدد السرديات والهويات ،وهذا يفرض علينا إعادة هندسة العلاقة بين الدولة والمجتمع على أسس جديدة: من دولة تملك التاريخ إلى دولة تشارك في صناعته، و من مجتمع يُدار إلى مجتمع يُشارك ومن ماضٍ يُستعمل لتبرير السلطة إلى ماضٍ يُفهم لتطوير الحاضر.