🛑فرجال... news
بقلم: الكاتب احمد محمد، عضو مجلس الادارة الرابطة العربية الصينية للحوار والتواصل.
كشفت تصريحات رئيس شركة Nvidia هوانغ بوضوح ملامح التنافس بين الولايات المتحدة والصين في مجال الذكاء الاصطناعي، وأظهرت أن الفارق بينهما ليس كبيرا كما يظن البعض.
هوانغ أوضح أن أمريكا ليست متقدمة كثيرا على الصين في تطوير الذكاء الاصطناعي، فالصين تمتلك تفوقا واضحا في جانب الطاقة، إذ نجحت في تأمين بنية قوية لتشغيل مراكز البيانات الضخمة التي تعتمد عليها تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بينما تحتفظ الولايات المتحدة بتفوقها في تصنيع الشرائح والمعالجات المتطورة التي تشكل الأساس لهذه التقنية.
أما من ناحية البرمجيات، فأشار هوانغ إلى أن أمريكا تتفوق في تطوير النماذج الكبرى مثل GPT، في حين تبرز الصين بقوة في مجال النماذج مفتوحة المصدر التي تتيح للمطورين حرية التعديل والتطوير، ما يخلق بيئة إبداعية أكثر انفتاحا .
ولفت أيضا إلى أن المجتمع الصيني يتميز بسرعة عالية في تبني التقنيات الجديدة، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، وهو ما يمنح الصين قدرة كبيرة على تحويل الابتكارات إلى استخدامات عملية في وقت قصير، بينما تحتاج الشركات والمجتمع الأمريكي إلى الإسراع في تبني الذكاء الاصطناعي بشكل أوسع.
كما انتقد هوانغ السياسات الأمريكية التي تحد من تصدير الرقائق المتطورة إلى الصين، واصفا إياها بأنها فشل استراتيجي في سباق الذكاء الاصطناعي. وأوضح أن هذه القيود تحفّز الصين على بناء صناعة رقائق محلية قوية بدل أن تبطئ تقدمها، وقد تحرم الشركات الأمريكية من سوق ضخمة تقدر قيمتها المستقبلية بنحو 50 مليار دولار. وأشار أيضا إلى أن شركة إنفيديا تكبدت خسائر تقدر بنحو 5.5 مليار دولار بسبب توقف بيع بعض شرائحها المخصصة للسوق الصينية، وعلى رأسها شريحة H20، ما يظهر أن السياسات التقييدية لا تضر الصين فحسب، بل تؤثر على مصالح الاقتصاد الأمريكي نفسه.
واختتم هوانغ تصريحاته بالتأكيد على أن المنافسة بين أمريكا والصين ما زالت في بدايتها، وأن العالم يعيش مرحلة جديدة من سباق الذكاء الاصطناعي الذي سيعيد تشكيل الاقتصاد العالمي وموازين القوى في المستقبل القريب