🛑فرجال... news
الهيأة العامة لشبكة فرجال
في وقتٍ تتسع فيه الفوضى الإعلامية، وتضيع معه الحدود بين الحرية والانفلات،
تجد هيئة الإعلام والاتصالات نفسها في مواجهة لهجمةٍ شرسة غير مبرَّرة من بعض الجهات السياسية والإعلامية،
لمجرد أنّها بدأت تمارس دورها القانوني في تنظيم الخطاب الإعلامي، ومحاسبة القنوات والصفحات التي تبثّ الكراهية وتُغذّي الانقسام الطائفي بين أبناء الوطن الواحد.
لقد أثبتت الهيئة، بقيادة رئيسها الحالي، أنّ العمل الجاد والالتزام المهني لا يروق لأولئك الذين اعتادوا على فوضى الخطاب وضعف المتابعة،
فما إن بدأت الهيئة بتطبيق معايير العدالة الإعلامية وتفعيل القوانين المعطّلة منذ سنوات، حتى تحوّل الأمر إلى حملة منظمة تستهدف شخص الرئيس وهيبته ومؤسسته،
في محاولةٍ لإجهاض أيّ إصلاحٍ حقيقيٍّ يعيد للإعلام العراقي هيبته ومهنيّته.
وفي هذا السياق، لم تتوقف الهجمة عند حدود الانتقاد، بل تجاوزتها إلى حملات تسقيطٍ ممنهجة
عبر تسريباتٍ صوتيةٍ مفبركةٍ بالذكاء الاصطناعي، ادّعت ظلمًا وتعسفًا لا أساس له من الواقع،
هدفها ثني رئيس الهيئة عن مواصلة مواجهة الطائفيين والصفحات الصفراء التي تتستر بغطاء الحرية،
فيما هي في الحقيقة أدوات لأجنداتٍ تحاول العبث بوعي المجتمع وتشويه صورة الدولة ومؤسساتها الوطنية.
إنّ محاسبة القنوات والصفحات الطائفية ليست عملاً ضدّ الحرية، بل انتصارٌ للحرية الحقيقية التي تُبنى على احترام الإنسان وصون كرامته،
فالهيئة لم تغلق باب الرأي، ولكنها أغلقت أبواب الفتنة والتحريض، وهو ما لا يُرضي أصحاب الأجندات المشبوهة الذين يعيشون على لغة الانقسام.
اليوم، ما يحتاجه العراق ليس إعلامًا يُفرّق، بل إعلامًا يوحّد ويُعلي راية الدولة،
وهذا بالضبط ما تسعى إليه هيئة الإعلام والاتصالات في مشروعها الإصلاحي،
الذي أعاد الهيبة للقانون، والاتزان للخطاب، والمصداقية للمؤسسات الرسمية.
إنّ من حقّ الهيئة أن تُدافع عن نفسها، ومن واجبنا أن نقف معها حين يكون الهجوم عليها
هجومًا على القانون والنزاهة والانضباط الوطني.
فمن يهاجمها اليوم، إنما يخشى أن يتطور العراق وتنمو مؤسساته الرصينة التي لا تُشترى ولا تُدار بالمحاباة.
ولعلّ التاريخ سيذكر أن هذه المرحلة كانت بدايةً لولادة إعلامٍ وطنيٍّ مسؤولٍ،
يُحاسِبُ الفوضى بدل أن تُحاسبه، ويُعلّم الحرية كيف تكون سلوكًا لا شعارًا.