🛑فرجال... news
حين تتحول الأفكار إلى فرص، وحين تمتد يد الدولة لتحتضن طموحات الشباب لا بالوعود، بل بالتمكين، تُولد مبادرةٌ تصنع الفرق.
هكذا وُلدت “مبادرة ريادة”، وهي مبادرة وطنية أطلقها رئيس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني، لتكون مشروعًا نوعيًا يتجاوز حدود الدعم التقليدي، ويضع أسسًا جديدة لبناء اقتصاد شبابي منتج يقوم على الإبداع والعمل لا على الانتظار والوظيفة.
وبرؤيةٍ دقيقة يقودها رئيس المبادرة الدكتور حسين فلامرز طاهر، تحوّلت “ريادة” إلى قصة نجاح عراقية حقيقية، جمعت بين الفكرة والإنجاز، وبين الطموح والعمل الميداني، حتى أصبحت اليوم عنوانًا لمرحلة جديدة من التمكين الاقتصادي والمعرفي للشباب في العراق.
منذ انطلاقها عام 2023، لم تكن “ريادة” مجرّد مبادرة حكومية، بل منظومة متكاملة تجمع بين التدريب، التوجيه، والتمويل. فالبرنامج يبدأ من الفكرة وينتهي بالمشروع المنتج.
يتلقّى المشاركون تدريبًا متخصصًا على إعداد خطة العمل، تحليل الجدوى الاقتصادية، مهارات
واليوم، ومع اتساع نطاق المبادرة، تم تحويلها رسميًا إلى “مديرية الريادة والتميّز” بإدارة الدكتور حسين فلامرز طاهر، لتصبح كيانًا مؤسسيًا دائمًا في مكتب رئيس الوزراء العراقي، يُعنى بدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتعزيز ثقافة الابتكار والتحوّل الرقمي بين الشباب.
لقد حققت “ريادة” أرقامًا غير مسبوقة منذ انطلاقها، إذ سجّل في منصتها الإلكترونية 500,000 الف من الشباب والخريجين والباحثين عن العمل، وبلغ عدد الناجحين 29,915 الف، فيما تجاوز عدد المتدربين 52,103 الف، وحصل 12,000 الف مشروع على التمويل.
ولم تكن هذه الأرقام مجرّد مؤشرات، بل قصص نجاح حقيقية لمشاريع صغيرة انطلقت في بغداد وبقية المحافظات العراقية، لتقدّم نماذج ملهمة لشبابٍ حوّلوا أفكارهم إلى واقعٍ منتج.
من خلال تجربتي كمدرّبة في المبادرة، لمستُ الحماس والشغف لدى الشباب، ورأيتُ كيف يغيّر التدريب نظرتهم لأنفسهم وللمستقبل. كثيرون بدأوا بخطوات بسيطة، لكنهم اليوم يملكون مشاريع حقيقية تدرّ دخلاً ثابتًا وتشغّل آخرين من أبناء مجتمعهم.
وهنا يكمن جوهر “ريادة”: أن تكون نقطة تحوّل في الفكر قبل أن تكون في التمويل.
هذه المبادرة لم تغيّر حياة الأفراد فحسب، بل بدأت ترسم ملامح اقتصاد وطني جديد يقوم على الريادة والإنتاج الذاتي، ويمنح الشباب الثقة بأنهم قادرون على أن يكونوا صُنّاع الفرص لا طالبيها.
اليوم، مع اتساع مهام مديرية الريادة والتميّز، باتت الرؤية أكثر وضوحًا: عراقٌ يؤمن بقدرات شبابه، ويمدّ لهم الجسور نحو التمكين والتميّز، تحت شعارٍ واحد:
التسويق، والإدارة المالية، بإشراف مدرّبين مختصين، ثم يُمنح أصحاب المشاريع الواعدة فرصة الحصول على قروض ميسّرة بفائدة منخفضة، ليبدأوا أولى خطواتهم نحو سوق العمل.