نوفل أبو رغيف... صوتُ الدولة في وجه الفوضى الرقمية
🛑فرجال... news
في زمنٍ أصبحت فيه الكلمة أخطر من الرصاصة، والمقطع المفبرك أسرع انتشارًا من الحقيقة، يبرز موقف الشجعان لا حين يسهل الصمت، بل حين يعلو صوتُهم دفاعًا عن الدولة والمجتمع.
وهكذا كان موقف رئيس هيأة الإعلام والاتصالات، السيد نوفل أبو رغيف، وهو يواجه أعتى موجةٍ من الفوضى الإلكترونية التي تهدد الأمن المجتمعي والسلم الأهلي.
لقد أدرك أبو رغيف أنَّ الفضاء الرقمي لم يعد ساحةً للترفيه أو التبادل الحرّ للأفكار فحسب، بل تحوّل إلى سلاحٍ ذي حدّين، يُستغل لتشويه الوعي وتوجيه الرأي العام وصناعة الأزمات المصطنعة عبر جيوشٍ من الحسابات الوهمية والمحتوى الهابط الذي يُحاكي الغرائز ويهدم القيم.
ولذلك، حين شرع الرجل بإغلاق القنوات التي تبثّ الفتنة، وإيقاف البرامج التي تروّج للابتذال والتهريج، لم يكن يكمّم الأفواه كما يحاول البعض تصويره، بل كان يحمي الذوق العام ويحرس الوعي الجمعي من الانحدار.
اليوم، ونحن في عصر الفبركات الصوتية والمقاطع المصنوعة عبر الذكاء الاصطناعي، صار من السهل أن تُختلق الحوارات والاتهامات وتُفبرك الأصوات وتُنسَب إلى شخصيات عامة لغايات سياسية أو تجارية أو حتى انتقامية.
ومن هنا، فإن الهجوم على أبو رغيف لم يأتِ صدفة، ولم يكن بسبب قرارٍ إداري عابر، بل لأنه لامس المحظور وواجه ترسانةً من القوى الإلكترونية التي تتغذى على الفوضى وتستثمر في ضعف الدولة وضعف الوعي.
من الطبيعي إذًا أن يُهاجم من يوقف أرباح تلك الصفحات الصفراء، ومن يمنع قنواتٍ تتاجر بالعواطف وتبثّ الخوف والانقسام.
لكن من غير الطبيعي أن نصمت نحن — كمواطنين ومثقفين وإعلاميين — أمام حملة التشويه التي تستهدف رجلاً يشتغل بعقل الدولة لا بمزاج السوق.
إن إنصاف نوفل أبو رغيف ليس دفاعًا عن شخصٍ بعينه، بل هو دفاع عن حق المجتمع في إعلامٍ نزيه ومسؤول، يوازن بين الحرية والانضباط، بين الجرأة والواجب، وبين النقد والبناء.
ومن أراد بناء وطنٍ آمنٍ ومستقر، فعليه أن يعرف أن حرية الكلمة لا تعني فوضى المنابر، وأن الرقابة المسؤولة ليست تكميمًا بل تنظيمًا يحمي الصالح العام.