د. ثامر الناصري لفرجال..news : جائزة اوروك انطلاقة لعراق متفوق علميا ثقافيا،، رياديا،، ونطمح ان تصبح جائزة الدولة

ادارة الموقع نشر في 2025-03-30 18:50:45 عدد زيارات الموضوع 43

فرجال..news
سامي الجابري - العراق
وسط عالم يتناغم فيه الإبداع مع الفن ، يبرز النحات العراقي ثامر الناصري كرمز ثقافي يسعى لإحياء التراث الرافديني وتقديمه في قوالب معاصرة تُجسد القيم الإنسانية. الناصري، الذي انتقل إلى العاصمة الأردنية عمّان في عام 2003 م ، كرس حياته لإبداع منحوتات تحمل أبعاداً رمزية تعكس روح الإنسان والمجتمع. عبر أعماله الفنية. يقدم الناصري رؤية فلسفية تعكس الصراع بين النور والظلام، المادة والروح، بين التحديات المصيرية والإصرار على البقاء. أحد أبرز أعماله الفنية هو نصب ‘‘سمفونية الألق"، الذي يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار، والمصنوع من مادة الفايبركلاس المسلح ، تم نصبه في قرية دجلة في بغداد، هذا العمل النحتي لا يقتصر على كونه قطعة فنية فحسب، بل يمثل تجسيداً حياً لفكرة الإستشهاد في الدفاع عن القيم الإنسانية النبيلة ضد الإرهاب. في هذا النصب تتداخل الأجنحة السومرية مع الرمزية الإنسانية لتصور مشهداً يعبر عن شموخ الإنسان العراقي، الذي ينهض في كل مرة متحدياً الألم والخراب. ولديه اعمال كثيرة في عدد من بلدان العالم، في مدينة اوديني في فينيسيا من مادة الرخام ، في مدينة بايا ماري الرومانية من مادة الخشب ، في مدينة دالاس الأمريكية من مادة البرونز ، وفي الأردن قطعتين من مادة الرخام بقياس ٢ متر للقطعة. منحوتات الناصري ليست مجرد أعمال جمالية؛ إنها دعوات للتأمل في القيم الإنسانية و المجتمعية، ورسائل فلسفية عن صمود الإنسان في وجه الأزمات الصعبة. بمهارته الفريدة يدمج الناصري بين التراث السومري والحداثة، مستخدماً مادة الفايبركلاس المسلح ليعبر عن التوازن بين الهشاشة والقوة، وليبرز صلابة القيم الأخلاقية التي تمثل أساس الهوية العراقية. إلى جانب إبداعه الفني، أطلق الناصري مشروعاً وطنياً آخر يتمثل في جائزة ‘‘أوروك الدولية"، التي تهدف إلى تكريم المبدعين في جميع أنحاء العالم، سواء كانوا من العراقيين أو العرب أو الأجانب.‘‘ في مختلف المجالات.
يرى الناصري في هذه الجائزة هي فرصة لإعادة تقديم العراق كـ بلد متفوق علمياً وثقافياً ومعرفياً، ويطمح أن تتحول إلى (( جائزة دولة )) معترف بها دولياً. ومن خلال هذا الحوار، نستكشف رحلة الناصري الفنية الإبداعية، و ترجمة رؤيته الفكرية في أعماله النحتية تكمن في تجسيد أفكاره بأشكال فنية تتسم بالحرفية العالية والجودة، مع استخدام التقنيات الحديثة التي تمنح أعماله طابعاً مميزاً يجمع بين الأصالة التاريخية والروح الحضارية. بالإضافة إلى طموحاته لجعل جائزة ‘‘أوروك الدولية‘‘ منصة لتكريم الإبداع العراقي والدولي عالمياً. و من هذا المنطلق الريادي، وجهنا إلى الفنان د. ثامر الناصري مجموعة من الأسئلة حول مسيرته الفنية الحافلة التي تمزج بين الأصالة والحداثة، وما يقدمه حالياً وما يخطط له في المستقبل، في محاولة لفهم رؤيته الفنية والإبداعية المتجدده التي يترقبها محبوه وعشاق فنه.
• بدايات الفن: كيف بدأت رحلتك مع النحت، وما الذي ألهمك لإختيار هذا المجال؟
• هناك أرض خصبة , وهنا روح خلّاقة، وهنا أيضاً قلب ينبض بالحب لهذه الأرض وهناك دجلة والفرات وما بينهما فهو ( لي) وصنعت ما صنعت، وكانت لي أول قدم تخطو بثقة. هكذا كنت أرى، بدايات الحب والجمال (النحت) وكأن هذا الدرب هو القدر الذي يسير به ذو القلوب المتعبة، وبإنتظار ما هو يريح قلبي الذي يحمل العراق بكل جماله وبكل تاريخه وحاضره ومستقبله في وسط هذا القلب.
• كيف أثرت البيئة والثقافة العراقية على أعمالك الفنية؟
• الموروث والتراث هما كالخيال بشخصية الفرد العراقي إن كان فنان أو شاعر أو أديب أو كاتب فالبيئة العراقية تحمل في طياتها ثقافات عديدة فأينما تسيرين تجدين فكرة، وإينما تتجهين تجدين رونق رفيع من الثقافات العراقية لذلك كانت (المرأة) هوية مهمة في أعمالي النحتية والتي هي أعظم كائن خلقه الله تعالى على هذه الأرض، وأخذ الحصان جزء كبير من أعمالي النحتية وحينما تتغازل أناملي بين المرأة وجمالها والخيل ومفاتنه، أجد اني أتجه إلى المرأة والحصان بأعمال نحتية تليق بجمالهما وأناقتهما. حيث وظفتهما بطريقة تعبيرية وواقعية بما يليق بفخامتهم ووجودهم.
• كيف أثرت تجربتك في العيش خارج العراق على إبداعك الفني؟
• الغربة لها ايجابيات كثيرة وطريقة العيش تختلف إختلاف جذري عن طريقة التفكير في الفن وخصوصاً النحت فالعيش هو من أجل إستمرار وجودك في الحياة، ولكنه في فن النحت يعطيك قوة وجمالاً وابداعاً في الحب للتكوين الذي تود إقامته، فإن الرسالة الجمالية والإبداعية تأتي من خلال الصبر في مساحة تستطيع أن تتشبع عين الفنان بالجمال وتتثقف في محيط الطبيعة التي تتجول فيها وحولها. لذلك فإن الإغتراب له فضل كبير على أي فنان، تقوده قدمه خارج بيئته المغلقة. وهنا يأتي الذكاء للإنتقال من فنان مفكر إلى مبدع ملهم يمزج بين ذائقته البصرية وموروثه الثقافي وتراث بلده الثقافي الحضاري ويخرج بمخرجات نستطيع أن نقول عنها ابداعية نموذجية.
• مشروع ‘‘سمفونية الألق": حدثنا عن فكرة وتفاصيل هذا النصب، وما الرسالة التي ترغب في إيصالها من خلاله؟
• (سيمفونية الألق) مدرسة خصصت للمتذوقين، هذا التمثال يحمل دلالات حسية، جمالية، إبداعية، فكرية .. لما فيه من إنسيابية رفيعة راقية متفردة حيث يمتاز هذا العمل باللون الأبيض بدلالة نقاء الروح التي ينتجها ثامر الناصري بأسلوب تشكيلي نحتي وأيضاً لتكون رؤى حسية إبداعية تتميز عن بقية الأعمال الأخرى في مجال النحت. من الجميل اقامة مثل هذه النصب بهذه الجمالية التي تلفت إنتباه المتلقين بشكل عام بما فيهم الكبار سناً والأطفال بأعمار صغيرة. فلابد للفن وللجمال وللإبداع أن ينتشر في كل مكان هذه الثقافةالمجتمعية التي أطمح أن تنتشر في مجتمعنا الحاضر.
يؤسس هذا العمل النحتي خطاباً رفيعاً سامياً وجمالاً بصرياً، لأجل الإنسانية، والتفرد الإبداعي والثقافي والعلمي والفني، لتحقيق ثقافة مجتمعية رفيعة المستوى، حيث نلاحظ بشكل خاص حالة إنسانية متفردة، وهي حالة الشهادة والتي هي أعلى قيم التضحية والسمو، ونجد شموخ الشخصية الإنسانية المتمثلة بالعمل النحتي. حيث الرأس مرفوع إلى السماء متوسماً الشهادة بشموخ عالي، وهي دلالة على تضحيات شعبنا بكل أطيافه وبكل أجناسه، والأيادي تمثلت بالإجنحة السومرية الرافدينية وهي دلالة الملائكية المرتفعة للسماء، وهنا أخترق العلم بكل طياته من الأسفل إلى الأعلى ليتمثل مرة بإنسيابية دخوله داخل روح الإنسان الشهيد، ومرة أخرى هو الإيقاع الحركي الجمالي للإنسان، وكأن العلم أصبح الجزء المكمل لجسد الإنسان الشهيد، بتناغم جميل ورفيع ويلوح بإرتفاع الروح إلى السماء بايقاع سمفوني رفيع وكأنه يعزف كلمات موطني موطني.
• ما الذي دفعك لدمج الحرف العربي في أعمالك النحتية، وكيف ترى تأثير ذلك على المتلقي؟

مواضيع قد تعجبك