● فتح باب التقديم على سمات الدخول لزيارة الأربعين
● العراق ضمن أعلى الدول ارتفاعا لدرجات الحرارة ..عالميا
● المفوضية تستبعد 46 مرشحا من الانتخابات كمرحلة أولى.
● إيران تضع شرطاً على أمريكا مقابل استئناف المفاوضات
● بلديات محافظة بغداد تطلق حملة لمحاسبة المتجاوزين وتطبيق السلامة والدفاع المدني
● المتحدث باسم التخطيط : "التغيرات المناخية في العراق والعالم، تسببت بانحسار الزراعة
● البابا ليو الرابع عشر يعزي بضحايا فاجعة الكوت
● الرافدين يفعل خدمة الاستعلام الإلكتروني عبر منصة "أور"
● هجوم عشائري مسلح يستهدف المناطق الغربية للسويداء..
● القبانچي : الحشد منظمة حكومية عسكرية ترتبط برئيس الحكومة و نشأت بفتوى المرجعية
● فتح باب التقديم على سمات الدخول لزيارة الأربعين
● العراق ضمن أعلى الدول ارتفاعا لدرجات الحرارة ..عالميا
● المفوضية تستبعد 46 مرشحا من الانتخابات كمرحلة أولى.
● إيران تضع شرطاً على أمريكا مقابل استئناف المفاوضات
● بلديات محافظة بغداد تطلق حملة لمحاسبة المتجاوزين وتطبيق السلامة والدفاع المدني
● المتحدث باسم التخطيط : "التغيرات المناخية في العراق والعالم، تسببت بانحسار الزراعة
● البابا ليو الرابع عشر يعزي بضحايا فاجعة الكوت
● الرافدين يفعل خدمة الاستعلام الإلكتروني عبر منصة "أور"
● هجوم عشائري مسلح يستهدف المناطق الغربية للسويداء..
● القبانچي : الحشد منظمة حكومية عسكرية ترتبط برئيس الحكومة و نشأت بفتوى المرجعية

امريكا وايران...تاريخ من التوافق والصراع والانشقاق.بقلم د. ثائرة اكرم العكيدي..

فرجال...news

ثائرة اكرم العكيدي /كاتبة وباحثة

العلاقات السياسية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية علاقات قديمة تعود إلى أواخر القرن الثامن عشر، ولم تكن العلاقات بين البلدين على قدر كبير من الأهمية حتى فترة الحرب الباردة فيما بعد الحرب العالمية الثانية وبدئ عمليات تصدير البترول من الخليج العربي.

لقد شهدت هذه العلاقات العديد من التوترات بداية من تعاون الحكومة الأمريكية مع شاه رضا بهلوي وفي فترة الثورة الإيرانية عام 1979.

كان لدى محمد رضا الشاه الايراني ولع بالغرب وحلم بتحويل بلاده لدولة عظمى فارتمى في أحضان أمريكا وانتهج سياسات الحفاظ على المصالح الأمريكية خلال السنوات الطويلة ومنح واشنطن في بلاده امتيازات وأدخل مستشارين عسكريين أمريكيين لمراقبة الأوضاع في إيران بهدف الحفاظ على مصالح أمريكا، كما كانت أمريكا تتحكم في تعيين نواب البرلمان وتحديد أدوارهم، وفرضت قانون الحصانة القضائية للأجانب (كابيتو لاسيون) الذي يعفى بموجبه الأجانب من التساؤل القانوني على أرض إيران حتى لو ارتكبوا جرائم.

في زمن محمد رضا اتسمت العلاقات السياسية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بالكثير من الود وبقيت العلاقة ممتازة مع رجل أمريكا القوي وشرطي الخليج كما كان يكنى في ذلك الوقت بعد أن استدعته وثبتت حكمه في إيران عام 1941 ليخلف والده رضا شاه الذي أقلق واشنطن ودول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية بتعاونه مع ألمانيا النازية بقيادة أدولف هتلر وتزويدها بالنفط الإيراني.

ولقد ساهمت الولايات المتحدة في توطيد أركان حكم بهلوي حيث قامت واشنطن ولندن بتدبير انقلاب عسكري سنة 1953 ضد رئيس الوزراء الإيراني المنتخب ديمقراطيا محمد مصدق وهو زعيم علماني سعى إلى تأميم قطاع النفط الإيراني وأطاحت به وأعادت شاه بهلوي إلى إيران بعد أن فر منها وبعد عودته حكم بهلوي على (مصدق) بالسجن ثلاث سنوات بتهمة الخيانة وبعد انتهاء المدة فرضت الإقامة الجبرية عليه في منزله بقية حياته إلى أن توفى عام 1967.

16 يناير من عام 1979 اضطر الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان يحظى بدعم أمريكي إلى مغادرة إيران بعد أن تخلت أمريكا عنه في أعقاب الثورة الإسلامية وخروج مظاهرات وإضرابات مناهضة لنظام حكمه وبعد أسبوعين من تلك الأحداث عاد الزعيم الديني الإسلامي آية الله الخميني من منفاه في فرنسا، وبعد انتصار الثورة الإسلامية في 11 فبراير 1979 تم تنصب الخميني على رأس الدولة بعد استفتاء في الأول من نيسان من نفس السنة وهنا يكمن مسار التحول السياسي بين طهران وواشنطن فأمريكا في نظر الخميني هي العدو الأول للبشرية وأكبر عدو للإسلام والمسلمين في شتى أرجاء الأرض كما رفع شعار (الموت لأمريكا) خلال الثورة الإيرانية الإسلامية.

بعدها تدهورت العلاقات بين إيران وأمريكا بعد أن وافقت الولايات المتحدة على استقبال الشاه المخلوع بهلوي للعلاج حيث غضب طلبة الجامعات الإيرانية انذاك وهاجموا سفارة أمريكا في 4نوفمبر 1979 واحتجزوا 52 موظفا في السفارة الأمريكية في إيران ودعوا إلى إعادة الشاه إلى إيران بعدها قطعت أمريكا علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في 7إبريل 1980 بمبادرة من الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر وأفرجت إيران عن الرهائن الـ52 يوم تنصيب الرئيس الأمريكي رونالد ريجان رئيسًا للولايات المتحدة في 20 يناير 1981.

العلاقات الإيرانية الأمريكية ظلت متوترة حتى الثالث من يوليو 1988 حيث أسقطت الفرقاطة الأمريكية فينسين طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية من طراز (إيرباص) وقتل إثر ذلك 290 من ركابها الإيرانيين وقتها رفض مسؤولون أمريكان تحمل أية مسؤولية قانونية عن الحادث ولم يقدموا أي اعتذار رسمي وأعلن جورج بوش الأب الذي كان مرشحا للرئاسة عام 1988بأنه لن يعتذر.

وعلى عكس إيران البهلوية والتي لطالما كانت متحالفة مع أمريكا واعترفت بالكيان الصهيوني بعد عامين من تأسيسه في 6 مارس 1950 فإن إيران الثورة قلبت كل هذه الموازين وأغلقت السفارة الإسرائيلية في طهران واحتلت السفارة الأمريكية في فبراير 1979 الأمر الذي رسم الخطوط العريضة في سياسة طهران المتبعة مع واشنطن. ولم تختلف سياسة إيران المناهضة لأمريكا بعد وفاة الخميني عام 1989 وتسلم المرشد الحالي آية الله علي الخامنئي.

سياسة إيران المناهضة للاستكبار الأمريكي دفعت الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب عام 2002 خلال خطابه حول حالة اتحاد إدراج إيران في محور الشر مع العراق وكوريا الشمالية وتسبب الخطاب في إثارة غضب إيران.

ان نقطة التحول الاساسية في السياسة الامريكية تجاه ايران نجاح الثورة الاسلامية في 1979 اذ منذ ذلك الوقت تأزمت العلاقات بين البلدين . وبعد احداث 11 ايلول 2001 كانت هناك فكرة امريكية للحوار مع بعض الدول المعارضة للسياسة الامريكية ومنها ايران ففي عام 2004 طرحت الولايات المتحدة ( مشروع الشرق الاوسط الكبير) والذي احتوى على مجموعة مقترحات سياسية واقتصادية وثقافية للمنطقة تصب بمجملها في مصلحة الولايات المتحدة و( اسرائيل ) وهو ما عارضته ايران.

منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 وجدت إيران صعوبة في تكوين علاقات مع الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة. تتعرض إيران لعقوبات أحادية مستمرة من الجانب الأمريكي التي شُيدت في ظل رئاسة بيل كلينتون.

كان لإيران برنامج نووي مدني منذ ما قبل ثورة عام 1979 ومع ذلك فمنذ اندلاع الثورة فإن هناك بعض المخاوف من أن إيران يمكن أن تستخدم هذا البرنامج لتطوير أسلحة نووية.

أثيرت هذه المخاوف من خلال الإيحاء في اب 2002 من قبل علي رضا جعفر زاده وهو شريك بارز في منظمة حركة مجاهدي خلق من وجود موقعين نوويين سريين وهما منشأة لتخصيب اليورانيوم في نطنز (جزء منها تحت الأرض) ومنشأة الماء الثقيل في أراك. لكن لا يوجد دليل في هذه المرحلة أن هذا البرنامج ليس مدني بحت.

في الوقت نفسه اتهمت إيران الولايات المتحدة بدعم الحركات الإسلامية المتطرفة في الشرق الأوسط وبتزويد الميليشيات في العراق. وجهت إيران أيضا خطاب قوي تجاه إسرائيل بما في ذلك التشكيك في شرعية وجودها.

بسبب هذه العوامل فإن التوترات بين بعض الدول وإيران قد تحول حسب قول رئيس وزراء إيطاليا رومانو برودي للصحافيين إلى أزمة دولية حيث ترفض الولايات المتحدة وإسرائيل استبعاد استخدام القوة لوقف البرنامج النووي الإيراني على الرغم من أنها تؤكد دائما أنها تنظر في استخدام القوة كملاذ أخير.

أطلقت إيران سلسلة من التحذيرات الصريحة والمباشرة إلى عدد من دول الجوار محذرة من عواقب وخيمة في حال ساندت هذه الدول أي هجوم أمريكي محتمل ضدها.

ويأتي ذلك بالتوازي مع تكثيف طهران لتحركات دبلوماسية واسعة تهدف إلى تهدئة المخاوف وتعزيز علاقاتها مع الدول المجاورة في وقت تشهد المنطقة تحركات عسكرية أمريكية لافتة.

طهران التي لطالما رفضت أي مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي لكنها بعد ذلك انفتحت على استئناف المحادثات غير المباشرة بوساطة سلطنة عُمان.

منذ كانون الثاني 2025 وهو الشهر الذي نُصب فيه ترامب رئيساً للولايات المتحدة للمرة الثانية شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران تصعيداً ملحوظاً تخللته تهديدات متبادلة وتحركات عسكرية في منطقة الشرق الأوسط.

إيران التي كانت المعترضة الدائمة للدعوات الأمريكية لإجراء مفاوضات مباشرة لكنها أبدت استعدادها لمواصلة المحادثات غير المباشرة عبر وساطة سلطنة عُمان. ​

بعد تولي ترامب رئاسة امريكا انقلبت الموازين مع ايران واشتد وتيرة الصراع ففي آذار 2025 هدد الرئيس ترامب بقصف إيران وفرض عقوبات إضافية إذا لم تتوصل إلى اتفاق نووي جديد. ​بعدها أعلن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، أن إيران ستوجه ضربة قوية ضد الولايات المتحدة إذا تعرضت لهجوم. ​

في نيسان 2025 ناقش نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي ونظيره الروسي، سيرجي ريابكوف، المفاوضات الجارية بشأن البرنامج النووي الإيراني وأكد الجانب الروسي رفضه أي عمل عسكري ضد إيران. ​

وقد حذرت إيران دول الجوار من السماح باستخدام أراضيها أو مجالها الجوي لشن هجمات أمريكية ضدها، معتبرة ذلك عملاً عدائياً قد يستدعي رداً قوياً. ​

يأتي هذا بعد تسلم طهران رسالة أمريكية نقلتها الإمارات العربية المتحدة عبر مستشار الرئاسة الإماراتية أنور قرقاش، إلى القادة الإيرانيين رسالة قالت عنها طهران إنها أقرب إلى التهديد، ومراقبون كثر تحدثوا حينها في الكواليس الخلفية عن أن السلطنة وقطر لم تبديا ‘‘شهية‘‘ لإيصال الرسالة الأمريكية إلى طهران لأنها تضمّنت تهديداً لها.

إلا أن إيران اختارت أن ترد برسالة من خلال سلطنة عُمان وأيضاً جَعلها مركزاً لاستئناف المحادثات غير المباشرة حول برنامج طهران النووي، بما قد يفضي لرفع العقوبات المفروضة عليها حالياً.

يعتقد البعض أن اختيار إيران لسلطنة عُمان لإيصال الرد للولايات المتحدة الأمريكية يعود إلى حيادية السلطنة والثقة المتبادلة بين مسقط وطهران.

لوجود جولات من حوارات سابقة في عمان سنة 2015 والتي أفضت إلى توقيع الاتفاقية النووية اتسمت بالسرية المطلقة.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن صراحة أنه يفضل صيغة المحادثات المباشرة، وقال أظن أنه سيكون من الأفضل إجراء مفاوضات مباشرة. فالوتيرة تكون أسرع ويمكنكم فهم المعسكر الآخر بشكل أفضل مما هي الحال وقت الاستعانة بوسطاء أما إيران فأعلنت أنها ستكون محادثات غير مباشرة أولاً بسبب ما وصفته بالتهديدات الأمريكية المستمرة لها إذ اعتبرت أن إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة لا معنى له في ظل التهديدات والتناقضات من إدارة ترامب.

طهران تعتقد ان المفاوضات المباشرة مع طرف یهدد علی الدوام باستخدام القوة خلافاً لميثاق الأمم المتحدة ویعبّر عن مواقف متناقضة لا معنی لها

وثانياً بفعل تجربة طهران مع ترامب في الاتفاق النووي السابق، وهو ما حدا بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى وصف المفاوضات المرتقبة في مسقط بأنها فرصة بقدر ما هي اختبار قائلاً إن الكرة في ملعب واشنطن

لماذا كان وقع الاختيار على سطنة عُمان لتكون الوسيط المصلح بين ايران وامريكا؟

في العلوم السياسية والعلاقات الدولية هناك عوامل عدة تجعل من أي بلد مخولاً بلعب دور الوسيط في حل النزاعات. من بين هذه العوامل موقعه الجغرافي وعلاقاته الدبلوماسية الجيدة واعتماده الحياد والمصداقية في تعاملاته الدولية واستقراره السياسي الداخلي وهي عوامل متوفرة في سلطنة عُمان منذ عشرات السنين.

هذه السياسة الخارجية أرساها السلطان الراحل قابوس بن سعيد آل سعيد منذ توليه مقاليد الحكم عام 1970. وقامت هذه السياسة على مبادئ ثلاثة: الحياد والوساطة وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول.

ولعل أبرز ما قاله السلطان الراحل قابوس في هذه الصدد يتلخص في جملته الشهيرة (أبتعد تماماً عن سياسة المظاهر، والأصداء الرنانة، ولا أسعى من وراء ما أعمل إلى خطف بريق وسياستنا الخارجية تتلخص في الحياد، وعدم التدخّل مطلقاً في شؤون الآخرين).

في عام 1971 انضمت السلطنة إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. وفي العام 1981 انضمت عُمان وهي ثاني أكبر دولة خليجية من حيث المساحة إلى مجلس التعاون الخليجي. وبالتزامن مع التزاماتها الدولية والعربية والخليجية فعَلت السلطنة سياستها الخارجية عبر تبادل البعثات الدبلوماسية وانفتاحها على العالم.

محطات عُمانية في الحياد والوساطة

حياد السلطنة يعتبر أمراً لا بد من التوقف عنده نظراً لموقعها الجغرافي الحافل بالتوتّرات والصراعات.

فقد اعتمدت عُمان سياسة خارجية حيادية حيال أكثر الملفات حساسية في المنطقة كالحرب بين إيران والعراق في ثمانينيات القرن العشرين، ومن ثم الغزو العراقي للكويت عام 1990.

وبعد تأسيس مجلس التعاون الخليجي عام1981 تمسكت مسقط بموقفها المحايد من الحرب العراقية الإيرانية التي بدأت عام 1980 وانتهت عام 1988 خلافاً لمواقف الدول الخليجية التي وقفت حينها إلى جانب بغداد بسبب القلق من توسع النفوذ الإيراني في المنطقة. وحافظت مسقط على علاقاتها المتميزة مع طهران، من دون الإخلال بعلاقاتها مع دول المجلس في الوقت نفسه.

وفي مثال آخر وبعد توقيع اتفاقية كامب دايفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978 والتي تلتها معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979 قاطعت دول عربية عدة مصر بسبب توقيعها الاتفاقية وذلك احتجاجاً على تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وكانت عُمان من الدول العربية التي لم تقاطع مصر بعد توقيع الاتفاقية من دون أن يؤثر ذلك على علاقاتها مع الدول العربية الأخرى.

وفي سياق مشابه اتخذت سلطنة عُمان موقفاً محايداً وداعماً للسلام خلال الغزو العراقي للكويت عام 1990.

وعلى الرغم من أن معظم دول مجلس التعاون الخليجي قد أدانت الغزو ودعمت التدخل العسكري لتحرير الكويت حافظت سلطنة عُمان على سياسة الحياد والتمسك بالحلول السلمية بدلاً من التصعيد العسكري. كما أن السلطنة لم تشارك في التحالف الدولي الذي تَشكل لتحرير الكويت لكنها في الوقت نفسه لم تكن ضد قرار التحالف.

وفي مثال حديث لم تشارك سلطنة عُمان في العملية العسكرية لما تسمى قوات التحالف العربي ضد حركة أنصار الله الحوثية في اليمن في آذار 2015، فضلاً عن التزامها الحياد حيال الأزمة التي نشبت بين دول في مجلس التعاون الخليجي وقطر عام 2017 علماً بأنها أيدت بقوة جهود الوساطة التي قامت بها الكويت لحل الأزمة الخليجية والتي انتهت باتفاق العلا في كانون الثاني 2021.

مسقط لم تكتفِ بنهج الحياد بل لعبت دور الوسيط أيضاً. ومن أبرز الملفات التي كان لها فيها هذا الدور الاتفاقية النووية الإيرانية والأزمة السورية والملف اليمني.

ولم تقتصر الوساطة العُمانية على الأزمات الكبرى بل شملت قضايا إنسانية، كدورها في إطلاق سراح رهينة فرنسية تُدعى إيزابيل بريم كانت قد اختُطفت في اليمن عام 2015. ومحطات أخرى لإطلاق سراح رهائن بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وأيضاً بين إيران وبلجيكا.

ويُعَد النجاح في توقيع الاتفاقية النووية الإيرانية ثمرة جهود دبلوماسيتها. فقد تمكّنت منذ عام ألفين وعشرة في عهد السلطان السابق قابوس بن سعيد، من استضافة محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران.

هذه المباحثات اتسمت بالسرية إلى أن تم التسريب بعد سنوات عدة. وفي عام 2015، في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، تم توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة أو ما يُعرف بالاتفاقية النووية بين إيران وست دول كبرى.

إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سارع إلى سحب بلاده من هذا الاتفاق عام 2018، خلال ولايته الرئاسية الأولى لكن ترامب عاد هذه المرة إلى البيت الأبيض، مستعداً لإجراء محادثات مباشرة مع طهران مُبقياً في الوقت نفسه على لهجته التصعيدية تجاهها.

تُعتبر الوساطة العُمانية الحالية بمثابة استمرار لنهج السلطان العُماني السابق، وامتحاناً كبيراً لدبلوماسية السلطنة في عهد السلطان الحالي هيثم بن طارق آل سعيد الذي تسلّم سدة الحكم عام 2020، أي بعد انسحاب واشنطن من الاتفاقية النووية.

ان حالة النَسَق الدولي كانت دائماً عاملاً مؤثراً في العلاقات الإيرانية الأمريكية حيث أثر التنسيق ثنائي القضية في تمرير صفقة صعود الخميني للسلطة بعد الثورة الإيرانية خوفاً من سقوط إيران في براثن الشيوعية وهو ما بدأت دينامياته بالعودة على اعتبار أننا نشهد تحولاً طويل الأمد باتجاه عالم متعدد الأقطاب حيث تحتاج الولايات المتحدة لإيران لضبط المنطقة وخلق التوازنات وإبعادها ولو جزئياً عن روسيا والصين.

وايضا هناك السياسة الداخلية التي لعبت دوراً مهماً في شكل العلاقة بين البلدين كوجود الجمهوريين في الولايات المتحدة، والذين يميلون للتشدد مع إيران خاصة في حال وجود المحافظين في إيران على عكس وجود الديمقراطيين الذين يميلون إلى الحلول الدبلوماسية مع إيران ويتضاعف في عهدهم تأثير اللوبي الإيراني خاصة في حال وجود الإصلاحيين في سُدّة الحكم في إيران.

وعلى مدى سنوات طويلة ومنذ اندلاع الثورة الإيرانية، لم يكن هناك تصادُم كبير مباشر بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وإنما حدث الكثير من المناوشات العسكرية غير المباشرة والتوترات السياسية التي لم تتسع لتشمل صراعاً أو حرباً بين الطرفين، مما يُرجِح بقاء ذات الديناميات فلا يُتوقَع حدوث أي تصادم كبير بين الطرفين.

اليوم نلاحظ ان إيران غيرت من سياستها من الاندفاع إلى الدفاع المتراجع للحفاظ على نفوذها وعدم المغامرة بتدخُلات إقليمية يمكن أن تنعكس سلباً على النفوذ الإيراني والذي من الممكن أن تستغله الولايات المتحدة الأمريكية مستقبلاً.

اليوم نرى انه لا يوجد إستراتيجية واضحة وثابتة للتعامل مع الحالة الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط خصوصاً بعد مقتل قاسم سليماني والتحولات في الموقف الأمريكي المقبلة على تغيير سياسي.

وايضا لايوجد تصور واضح للعودة للاتفاق النووي بين ايران وامريكا وسيسلط الضوء ربما اتفاقيات في ملفات أخرى مثل ملف الأسرى والصواريخ الباليستية والعقوبات وآخِرها بعدها يكون هناك عودة للاتفاق النووي.

أن إستراتيجية إيران قائمة على الإصرار على قائمة من المبادئ الأساسية مثل وجودها كدولة مهمة في المنطقة وتدفيع الثمن لأي خصم يتجاهل هذه الحقيقة ليعرف الخصم أنها مسائل غير قابلة للتفاوض وهو ما يدفع الولايات المتحدة لأخذها على محمل الجِد وتعامل الولايات المتحدة معها كدولة حقيقية في المنطقة وهو ما يعني حفاظ إيران على المكاسب لتثبيت وجودها.

واخيرا اقول ان النظام الإيراني ليس نظام صدام حسين الذي وقع في الفخ وانتهي السياسة الخارجية للنظام الإيراني تحارب أمريكا خاصة في العامين الأخيرين بسياسة صراع الضعيف الذكي مع القوي الغبي ومن المعروف أن عند اقتراب الانتخابات الأمريكية وطمع السيد ترمب في الحصول على ولاية ثانية لقيادة أمريكا جعلته نظاما قويا غبيا لا تهمه غير العهدة الثانية له ومستعد لأن يفعل أي شيء في السر للحصول عليها والسياسة الإيرانية اتخذت من نقطة ضعف الإدارة الأمريكية هذه سلاحا تحاربها به ببعض المشاكسات في الشرق الأوسط تصور للرأي العام الأمريكي أن ترمب فشل في حل نزاعه مع إيران..