فرجال..news
(وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزۡلِقُونَكَ بِأَبۡصَٰرِهِمۡ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكۡرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُۥ لَمَجۡنُونٞ)القلم : 51
ذلك من حقد المشركين والطغاة على الانبياء والمصلحين والدعاة ،
حتى ليكاد هذا الحقد ليهلك النبي
او يزل قدمه ، او يصرعه ، او يزيله من الوجود ، حين ينظرون اليه بإبصارهم شزرا بعيون ملؤها
العداوة والبغضاء حين يسمعون القران ، او اي رسالة او مفهوم يذكرهم بالله والاستقامة في الحياة وإصلاحها .
وهذا من أساليب المبالغة في القران ، بالأداة (كاد ) التي تخفف من ان يكون الكلام فيه غلو او استحالة ، بمعنى ان ذلك النظر بالعين شزرا يقرب من ان يؤثر على المنظور اليه فيصاب بأنواع
الاذى ، وذلك من تاثير الحسد بالعين على الانسان.
ومن الحسد ان يتمنى الانسان زوال نعمة غيره لتصير اليه ، وقد قيل ان كل ذي نعمة محسود ،
والنعمة قد تكون النبوة او الوجاهة او الشأن من خلال الدعوة تنتشر ويكون لها انصار ومؤيدون .
ذلك ما يفعله مناوئوا الدعوات الالهية والإصلاحية في المجتمعات ، اذ يلحقون بهم أنواع الاذى والتهم ، ويتمنون محقهم من الوجود ؛ لانهم اصبحوا منافسين لهم على متاع الحياة الدنيا والسلطة التي بين أيديهم ، كما يظنون . انهم يحبونهم إذا كانوا صالحين بذاتهم (دراويش )لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر ، ولا يتعرضون لذوي السلطان بشيء من النقد او المعارضة ، ويكرهونهم ويحاربونهم إذا كانوا مصلحين مغيرين دعاة الى الله ورسالاته .
ولقد مر الانبياء والمصلحون بشتى أنواع العذاب والمضايقة في الأرزاق والأرواح ، ومستهم البأساء والضراء حتى ليقول اولئك
الانبياء وانصارهم : متى نصر الله ؟ وبعد ذلك ياتي المدد والنصر بعد طول الصبر والمكابدة .
والمفهوم الحركي الذي تبثه هذه الاية في نفوس الدعاة إلى الله ، انهم سيتعرضون إلى الحسد والاذى ماداموا يبلغون رسالات الله ، وعليهم الصبر والمصابرة والتحمل إلى ان يأذن الله بالتمكين والنصر ، وهذه من سنن الله في الرسالات وما يواجهه أصحابها من انكار واذى وحسد .
شلتاغ عبود