اسرائيل تهاجم ايران وماذا بعد ؟

ادارة الموقع نشر في 2025-06-14 22:08:25 عدد زيارات الموضوع 39

فرجالnews
محمود الهاشمي 
ليس غريبا ان تهاجم اسرائيل ايران ،فقد ملأت الارض وعيدا وضجيجا،مثلما تدرك ايران ان المعركة مع العدو الصهيوني لم تزل قائمة حتى تزول هذه الغدة السرطانية من المنطقة ..في اغلب مدن وولايات ايران كان هناك قصف وحرائق ودخان واستهداف لقيادات عسكرية وعلماء ومواقع مهمة ..مثلما فعلت اوكرانيا في روسيا حيث صنعت لنفسها (مستوطنة استخاراتية )داخل الاراضي الروسية استهدفت من خلالها مواقع عسكرية واوكار طائرات متطورة لتكون لها ورقة قوية بالتفاوض مع روسيا ..بعد دقائق من الهجوم الصهيوني على ايران صرح الرئيس الاميركي (ترامب )بان المفاوضات الدبلوماسية مع ايران مازالت قائمة وان امريكا لم تشارك في الهجوم على ايران ،معتقدا بان ايران ستأتي ضعيفةً ،متناسيا ان روسيا اصبحت اكثر تشددا في المفاوضات بعد الهجوم الاوكراني على حاملات الطائرات ..لماذا :-لان الجيش الاوكراني لم يدخل الاراضي الروسية وان الهجمات الاستخبارية والتفجيرات والطائرات المسيرة لم تغير في معادلات الحرب كثيرا ،وان روسيا بعد الهجمة احتلت اراضي جديدة من اوكرانيا ..ايران بلد واسع ومساحته 1,648,000 كم² اي انها اكبر من مساحة الكيان الصهيوني ب(٨٣)مرة وفيها تنوع تضاريسي كبير ومعقد وتبعد عن فلسطين (2,315 كم)واسرائيل هاجمت ايران من فوق الاراضي العراقية .حتما ايران لاتكتفي بالرد المتواضع ل(١٠٠)طائرة مسيرة انتحارية انما هناك (وعود صادقات )كثيرة قادمة ..وان الخرق الاستخباري (موجود )في كل معارك وحروب العالم ومثلما اخترقت ايران لامن الكيان (المتطور )وجاءت بملفات معقدة عن امن مواقعها النووية وغيرها كذلك اخترقت اسرائيل امن ايران بانشاء خلايا استخبارية داخل الاراضي الايرانية واستفادت منها في هجومها الاخير مساء الجمعة في ال(١٣-٦-٢٠٢٥).المعلوم عن البنية السياسية والادارية والمؤسساتية الايرانية منذ انطلاق ثورتها عام ١٩٧٩ وحتى اليوم انها تؤمن (بالشهادة )وبالاية الكريمة (مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ رِجَالࣱ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن يَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُواْ تبديلا )وبذا فالجميع صادقون بعدهم مع الله ،والجميع لم يبدلوا تبديلا .وان منهج (التراتبية )عند قياداتهم يؤمنون به وهم احياء بان فلانا بديل لفلان في حال استشهاده ..القيادات الذين استشهدوا (بليلة الجمعة )اعمارهم تجاوزت الستين والسبعين قضوها في خدمة الاسلام والدفاع عن حياضه ومابدلوا تبديلا ،وان الذين يلونهم على ذات الطريق والمنهج ..هذه المعركة والصراع بين ايران الاسلام والكيان الصهيوني هي معركة (وجود )ويدرك الكيان ذلك جيدا انه في مأزق تاريخي جعل مفكريه يعودون لادبياتهم القديمة (لاتدوم لليهود دولة ثمانين عام ).الكيان في هجوم (الجمعة )طال مواقع نووية داخل الاراضي الايرانية وتسرب اشعاع من احداها او بعضها وقد يتم نقل مثلا اهالي (اصفهان )الى منطقة اخرى للحفاظ على حياتهم حتى تتم معالجة التسرب ولكن السؤال ؛-مادام الكيان قد تجرّأ على المواقع النووية الايرانية وهدد شعب ايران وحياتهم فهل سيتحمل الرد بالهجوم على موقعه الوحيد (ديمونة )المتهالك والذي دون ضربة يتسرب منه الاشعاع منذ عشر سنوات ؟ثم ان مساحة المستوطنات الصهيونية لاتتعدى مساحة قرية بايران فاين سيخفي مستوطنيه لوطال الهجوم الايراني بوعده الجديد (ديمونة )؟العلماء يقولون ان اي هجوم على (ديمونة )يعني نهاية الوجود الصهيوني فهم بين مقتول وفار . الحكومة الصهيونية لم تجد غير الخيارات العسكرية طريقا لديمومة البقاء حيث ان ال(٦٢٠)يوما من عمر معركة (طوفان الاقصى )انهت (الرواية الصهيونية )بالتمام ولم تبق لها سوى امريكا ،فالقرار الاخير الذي قدمته الجزائر لوقف الحرب بغزة صوتت له (١٤)دولة من اصل (١٥)دولة مابين دائمة وغير دائمة بما فيهم فرنسا وبريطانيا فيما رفعت امريكا (الوحيدة )الفيتو ضد القرار ..اما المشروع الاخر الذي تبعه وقدمته اسبانيا للجمعية العامة للامم المتحدة ،فقد تم اعتماده من قبل الجمعية ، مساء الخميس، بأغلبية ساحقة،وحظي بتأييد 149 دولة، بينما عارضته 12 دولة فقط (صغيرة وغير معروفة )،وبذا اصبح العالم اجمع مع (الرواية الفلسطينية )ومظلومية الشعب الفلسطيني .هناك فرق بين (امة المقاومة )التي تتسع كل يوم وبين حكومة يمينية ومستوطنين (جاؤوا من الشتات ) يدركون ان قياداتهم تدفع بهم الى الهلاك ..الحكومة الصهيونية ترى في الهجوم على ايران منجىً (مؤقتا)لها من (النهاية )التي تنتظر. قياداتها المطلوبة للعدالة الدولية وشعوب الارض فراحت تدخل امريكا (في ورطة )وتدخل دول المنطقة ايضا ،وبذا فان تأجيل (الزوال)قد يحدث ولكنه لن يلغي حتميته

مواضيع قد تعجبك