● فتح باب التقديم على سمات الدخول لزيارة الأربعين
● العراق ضمن أعلى الدول ارتفاعا لدرجات الحرارة ..عالميا
● المفوضية تستبعد 46 مرشحا من الانتخابات كمرحلة أولى.
● إيران تضع شرطاً على أمريكا مقابل استئناف المفاوضات
● بلديات محافظة بغداد تطلق حملة لمحاسبة المتجاوزين وتطبيق السلامة والدفاع المدني
● المتحدث باسم التخطيط : "التغيرات المناخية في العراق والعالم، تسببت بانحسار الزراعة
● البابا ليو الرابع عشر يعزي بضحايا فاجعة الكوت
● الرافدين يفعل خدمة الاستعلام الإلكتروني عبر منصة "أور"
● هجوم عشائري مسلح يستهدف المناطق الغربية للسويداء..
● القبانچي : الحشد منظمة حكومية عسكرية ترتبط برئيس الحكومة و نشأت بفتوى المرجعية
● فتح باب التقديم على سمات الدخول لزيارة الأربعين
● العراق ضمن أعلى الدول ارتفاعا لدرجات الحرارة ..عالميا
● المفوضية تستبعد 46 مرشحا من الانتخابات كمرحلة أولى.
● إيران تضع شرطاً على أمريكا مقابل استئناف المفاوضات
● بلديات محافظة بغداد تطلق حملة لمحاسبة المتجاوزين وتطبيق السلامة والدفاع المدني
● المتحدث باسم التخطيط : "التغيرات المناخية في العراق والعالم، تسببت بانحسار الزراعة
● البابا ليو الرابع عشر يعزي بضحايا فاجعة الكوت
● الرافدين يفعل خدمة الاستعلام الإلكتروني عبر منصة "أور"
● هجوم عشائري مسلح يستهدف المناطق الغربية للسويداء..
● القبانچي : الحشد منظمة حكومية عسكرية ترتبط برئيس الحكومة و نشأت بفتوى المرجعية

الثنائية القيادية في المشهد الشيعي العراقي بين التأثير الهادئ والصراع الميداني..

🛑 فرجال... news

د. ناجي الفتلاوي

منذ عام 2003، شهد العراق تحولات سياسية ودينية عميقة، كان الوجود الشيعي في قلبها، لا بوصفه كتلة دينية موحدة، بل باعتباره حقلًا مفتوحًا لتعدد المرجعيات والتيارات، وتضارب الرؤى حول الدولة والسلطة والمجتمع ، وبين المرجعية الدينية التقليدية التي تمارس نفوذها من خارج دوائر الحكم، والتيار السياسي-الشعبي الذي يتحرك داخل الميدان، تشكّلت ثنائية قيادية ألقت بظلالها على مجمل تفاعلات المشهد الشيعي، بل العراقي عمومًا ، هذه الثنائية تمثل نمطين مختلفين من الزعامة:

أحدهما يستند إلى ثقل ديني وروحي راسخ، يتسم بالحكمة، ويؤثر في اللحظة الوطنية من موقع الأبوة والوصاية الأخلاقية.

والآخر يرتكز إلى القاعدة الشعبية المباشرة، ويخوض الاشتباك السياسي بخطاب تعبوي، وسلوك احتجاجي، ورؤية متقلّبة حسب معطيات الواقع.

وفي تداخلهما وتوازنهما، تُعاد صياغة ملامح القيادة الشيعية في العراق، لكن في تباعد مواقفهما، يتكرس انقسام داخل البيت الشيعي نفسه، وهو ما بات ينعكس جليًا على شكل الصراع حول الشرعية والسلطة ،لقد فرضت المرجعية الدينية نفسها على مدى العقود الماضية كأهم نقطة ارتكاز في المشهد الشيعي، من خلال منهجها القائم على الابتعاد عن العمل الحزبي المباشر، وتقديم خطاب متزن في الأزمات، ما جعلها محل احترام داخلي وخارجي ، وقد تجلّى هذا النفوذ بوضوح في مواقف مصيرية، كالإفتاء لصد خطر الإرهاب، أو المطالبة بإصلاحات سياسية تحقن الدم وتعيد الاعتبار للمواطن ، هذه القيادة، رغم بعدها عن الساحة السياسية اليومية، إلا أنها استطاعت أن توظف أدوات التأثير الرقمي والمعنوي، فكانت بياناتها بمثابة إشارات دقيقة تُعيد توجيه البوصلة، وتكبح جماح الفوضى عند الحاجة ، لكنها في المقابل، تترك فراغًا في مساحة الفعل السياسي العملي، ما يدفع أطرافًا أخرى إلى ملء ذلك الفراغ، كلٌ وفق رؤيته ووسائله ، على الجهة الأخرى، تبرز قيادة أخرى مختلفة في الطابع والدور، تنطلق من الشارع الشيعي مباشرة، وتعبّر عن شريحة كبيرة من الفئات الفقيرة والوسطى، وترفع راية مناهضة الفساد والنقد الحاد للطبقة السياسية، بما فيها القوى الشيعية التقليدية نفسها ، وهي قيادة لا تنتمي للمرجعية الكلاسيكية، لكنها تستمد شرعيتها من الميدان، ومن القدرة على الحشد السريع والتأثير الجماهيري ، تتبنى هذه الزعامة خطابًا حادًا أحيانًا، وتحركات سياسية متقلّبة، لكنها تواصل موقعها باعتبارها أداة ضغط حقيقية على النظام السياسي، ومصدرًا دائمًا للتوتر والقلق داخل القوى الشيعية الحاكمة لقد شكّلت هذه القيادة بمرور الوقت قطبًا سياسيًا مستقلًا، يتحرك بين المشاركة والمقاطعة، بين التحالف والمواجهة، ما أدى إلى استقطاب داخلي واضح بين منطق ‘‘الحكم الهادئ‘‘ ومنطق ‘‘الاحتجاج الثوري"، فما نراه اليوم في العراق هو ليس فقط تباينًا بين نمطين من الزعامة، بل صراعًا على المرجعية السياسية والتمثيل الشيعي، في ظل غياب سلطة موحدة أو رؤية جامعة ، الصراع هنا لا يدور حول العقيدة، بل حول من يملك الحق في تمثيل الطائفة؟ ومن يوجّه قرارها السياسي؟ وهل هو صوت الحكمة والتأمل البعيد عن تفاصيل اليومي؟

أم صوت الشارع الغاضب الذي يرى في الحركة المباشرة وسيلةً للتغيير؟

لقد تجلى هذا الصراع في ملفات مفصلية: تشكيل الحكومات، مقاطعة البرلمان، إعادة هندسة النظام السياسي، والموقف من التظاهرات ، وفي كل مرة، بدا أن الاختلاف بين القيادتين لم يعد مجرد تنوع في الأسلوب، بل تنافس على الشرعية والتأثير والسيطرة ، تملك هذه الثنائية، بما تمثله من تنوع مرجعي وشعبي، قدرةً على أن تكون رافعة وعي وإصلاح إذا ما اتجهت نحو التكامل لا التصادم، واحتفظ كل طرف بموقعه الطبيعي: المرجعية بوصفها ضمير الأمة، والزعامة الشعبية بوصفها صوتها المتحرك ، لكن إن استمر هذا التنافس على الشرعية، بلا أفق واضح للتنسيق أو احترام للأدوار، فإن الشيعة في العراق قد يجدون أنفسهم أسرى لانقسامات داخلية تضعف حضورهم الوطني، وتُربك مشروع الدولة، وتمنح خصومهم فرص الاستقواء والانقضاض ، ولابد لنا أن نعرف ان الثنائية القيادية في المشهد الشيعي العراقي ليست عيبًا في حد ذاتها، بل قد تكون مصدرًا للتوازن والاستقرار ، لكنها اليوم تقف على مفترق طرق: فإما أن تتحول إلى شراكة واعية تصنع مستقبلًا أفضل، أو تتحول إلى نزاع طويل الأمد يستهلك الجهد والهوية والفرصة ، والسؤال الأهم: هل ستبقى هذه الزعامات عنوانًا للتكامل والتوازن، أم ستُكتب فصول جديدة من التنازع والانقسام داخل البيت الشيعي الواحد؟