🔴 فرجال … news
بقلم / د. كريم صويح عيادة
الحروب والمعارك لا تقاس بالعدد والعدة ولا بعدد الشهداء والقتلى ولا بمدتها وانما باسبابها ومدى تاثيرها على واقع الامةومستقبلها(لنقارن بين معركة بدر وحرب البسوس).دائما تراودني مثلما تراود غيري الأسئلة التالية حول موقعة كربلاء؛
هل الحسين ثار من أجل السلطة!؟، هل جاء للنصر او الشهادة!؟، هل تم توظيف ثورة الحسين لأغراض سياسية وحزبية!؟، هل يمكنالاستفادة من تلك الثورة على مر الزمان!؟.
البعض يعتبر ثورة الحسين ع جزء من الصراع على السلطة بين بني هاشم وبني امية في سياق تلك الفترة التي يكون الحكم لمن يتفوق علىالاخر بالسيف والقتل والسبي وليس بالانتخابات والطرق السلمية الحالية..ما ينفي تلك الفكرة ان الحسين كان بإمكانه الحصول على اعلىالمراكز بمبايعة يزيد، والحسين كأي انسان راشد في تلك الفترة ولغاية الان يعي سيطرة وقوة وبطش بني امية وفكرة الملك العضوض التيتبنوها، واضطرار أخيه الحسن للصلح مع معاوية، كما انه ليس بحاجة للسلطة الدنيوية بمعناها المادي والمعنوي المجرد لان جده رسولالله، وأمه بنت النبي وابوه سيد المتقين وفي الموروث الشيعي الغالب ان السلطة الدينية اكبر من السلطة الدنيوية حتى بعد ظهور فكرة ولايةالفقية بالقرن19، كما أن ابوه علي ع تقبل ان يتصدر غيره للمسؤولية ما دام الاسلام بأمان(العقيدة الشيعية الزيدية؛جواز امامة المفضول معوجود الفاضل)، وكل ابناءه من سلالته رفضوا السلطة في العصر العباسي، فهم غير متبنين لفكرة(ان الله يزع بالسلطان اكثر ما يزع بالقران).
لا اعتقد ان الحسين جاء ليستشهد هو ومن معه، ولتسبى بنات رسول الله، وانما جاء بناءا على مراسلات وتوسلات أهل كوفان، وليحولالشعارات الجامدة لأفعال مؤثرة ساعة انسداد الافق. والدليل انه ع لم يطالبهم بدم ابن عمه وممثله مسلم بن عقيل، ولم يكن هو البادئبالقتال بل طلب منهم العودة من حيث أتى لكنهم رفضوا ذلك، وقد خيروه بين السلة والذلة وقد اختار القتال كأي ثائر حر او مسلم مؤمنللدفاع عن كرامته وعقيدته والتضحية بكل ما يملك، "إني لم أخرج أشِرًا ولا بطرًا، ولا ظالمًا ولا مفسدًا، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمةجدي".( يمكن مراجعة الحوارات بين الفريقين قبل المعركة).
مع الزمن تم استغلال ثورة وموقف الحسين لأغراض سلطوية وثقافية وطائفية كاي حركة او ثورة مهمة، كما استغل البعض دم وقميصعثمان رض، وغيرها من الأحداث التاريخية قديما وحديثا.
نعم يمكن الاستفادة حاليا من فكر الثورة الحسينية لمقاومة الظلم والتوريث والوقوف بوجه الدكتاتورية واعوانها التي تريد "حيونة الانسان"وتجعله يتقبل ويتأقلم مع الظلم(الجبرية بالمفهوم الاموي)، بل يعتاد ويتعاطف ويوالي الضحية جلاده(متلازمة استوكهولم).
للأسف الكثير أخذوا من ثورة الحسين الطقوس فقط لسهولتها ومظهريتها وتركوا الجوهر لصعوبته على الكثير منهم، وركزوا بمأساة المعركةدون فكرة الثورة ومدنيتها للاصلاح، واختزلوها بالبكاء واللطم وتوزيع وجبات الطعام دون العمل والايثار والوفاء والعطاء للاخرين..المؤسفهناك من بالغ بالطقوس بغير قصد او بقصد رغم تحذير الكثير من رجال الدين من ذلك، وقدموا العبرة كدمعة على العبرة كدرس ضد الظلموالفساد وغياب العدالة الاجتماعية والانحرافات المختلفة..