فرجال..news...
بقلم د. الحقوقية ليلى الدليمي...
في خضم التحديات التي تواجه العراق، والاختلافات الفكرية والسياسية التي أرهقت البلاد وأثرت على طموحات شعبها، يتجلى الأمل في تأسيس حزب الصرح الوطني كمنبر يرسخ أسس المدنية، ويجمع شتات الأطياف المختلفة تحت مظلة واحدة. حزب الصرح الوطني ليس مجرد مشروع سياسي، بل هو رؤية شاملة تهدف إلى بناء عراق جديد يقوم على الوحدة، والعدالة، والانفتاح.
ينطلق حزب الصرح الوطني من إيمان راسخ بأن المدنية هي السبيل الوحيد لبناء دولة مؤسسات قائمة على احترام الحقوق والواجبات. يسعى الحزب إلى ترسيخ قيم الديمقراطية الحقيقية التي تتيح لجميع العراقيين المشاركة الفاعلة في بناء الوطن، بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية، العرقية، أو الثقافية.
من خلال هذا الإطار يعمل الحزب على تعزيز الهوية العراقية الجامعة التي تتجاوز الخطوط الطائفية والعشائرية عبر تشجيع الحوار والانفتاح وبناء جسور التواصل مع جميع الأطياف السياسية والاجتماعية، داخل العراق وخارجه.
إن حزبنا يؤمن بأن الدولة المدنية القائمة على حكم القانون والمؤسسات هي الضامن الوحيد لتقدم العراق واستقراره. فضلاً عن العمل وفق مبدأ “السياسة للجميع”، إذ تكون القرارات نابعة من حوار مجتمعي واسع، يعكس تطلعات الشعب. والسعي من أجل تحويل مفهوم المواطنة إلى قوة فعالة تسهم في التنمية، بدلاً من أن تكون مجرد هوية شكلية.
يدرك حزب الصرح الوطني حجم التحديات التي يواجهها العراق، من أزمات اقتصادية متفاقمة، إلى صراعات سياسية تستنزف البلاد. ومع ذلك، فإن الحزب يرى أن هذه التحديات يمكن تجاوزها إذا ما أُعيد توجيه بوصلة العمل السياسي نحو خدمة الشعب، بدلاً من الصراعات على المكاسب الشخصية. فضلاً عن ذلك يرفض الحزب السياسات الإقصائية التي عمقت الانقسامات داخل المجتمع، ويؤمن بأن الحوار والتفاهم هما السبيل الوحيد لمعالجة الملفات المعقدة، مثل حقوق المكونات، والاستقرار الأمني وغيرها من الملفات.
إن الصرح الوطني ليس مجرد كيان سياسي تقليدي، بل هو دعوة لكل عراقي يؤمن بقدرة هذا الوطن على النهوض من جديد. يحمل الحزب في طياته رسالة أمل، تعبر عن تطلعات شعب أنهكته الحروب والانقسامات، وتعد بمستقبل أكثر إشراقاً عبر الانفتاح على الجميع، يطمح الصرح الوطني إلى أن يكون إنموذجاً يحتذى به في الساحة السياسية العراقية، إذ يعمل على تقديم سياسات واقعية تحقق التوازن بين طموحات الأفراد واحتياجات الدولة.