● فتح باب التقديم على سمات الدخول لزيارة الأربعين
● العراق ضمن أعلى الدول ارتفاعا لدرجات الحرارة ..عالميا
● المفوضية تستبعد 46 مرشحا من الانتخابات كمرحلة أولى.
● إيران تضع شرطاً على أمريكا مقابل استئناف المفاوضات
● بلديات محافظة بغداد تطلق حملة لمحاسبة المتجاوزين وتطبيق السلامة والدفاع المدني
● المتحدث باسم التخطيط : "التغيرات المناخية في العراق والعالم، تسببت بانحسار الزراعة
● البابا ليو الرابع عشر يعزي بضحايا فاجعة الكوت
● الرافدين يفعل خدمة الاستعلام الإلكتروني عبر منصة "أور"
● هجوم عشائري مسلح يستهدف المناطق الغربية للسويداء..
● القبانچي : الحشد منظمة حكومية عسكرية ترتبط برئيس الحكومة و نشأت بفتوى المرجعية
● فتح باب التقديم على سمات الدخول لزيارة الأربعين
● العراق ضمن أعلى الدول ارتفاعا لدرجات الحرارة ..عالميا
● المفوضية تستبعد 46 مرشحا من الانتخابات كمرحلة أولى.
● إيران تضع شرطاً على أمريكا مقابل استئناف المفاوضات
● بلديات محافظة بغداد تطلق حملة لمحاسبة المتجاوزين وتطبيق السلامة والدفاع المدني
● المتحدث باسم التخطيط : "التغيرات المناخية في العراق والعالم، تسببت بانحسار الزراعة
● البابا ليو الرابع عشر يعزي بضحايا فاجعة الكوت
● الرافدين يفعل خدمة الاستعلام الإلكتروني عبر منصة "أور"
● هجوم عشائري مسلح يستهدف المناطق الغربية للسويداء..
● القبانچي : الحشد منظمة حكومية عسكرية ترتبط برئيس الحكومة و نشأت بفتوى المرجعية

تماس مع فساد.. ارواح للبيع في سوق غير مرخص.. ثائرة اكرم العكيدي/ كاتبة وباحثة

🛑 فرجال... news في بلد يشتعل منذ عقود لم يعد الحريق حدثاً طارئاً بل صار رفيقاً دائماً كظل الفشل فوق رؤوس المواطنين . الكوت تحترق اليوم في هايبر ماركت النار لا تأتي من تماس كهربائي كما يدعون بل من تماس أكبر تماس الجريمة بالإهمال تماس السلطة بالخيانة تماس الوطن بالخذلان.في حريق مستشفى الحسين في الناصرية قيل ‘‘تماس كهربائي".في حريق قاعة الأعراس في الحمدانية أيضا ‘‘تماس كهربائي".في عدة حرائق في الأسواق والمولات والمستشفيات، التماس هو الشماعة السريعة.فاجعةٌ جديدة تُضاف إلى أرشيف طويل من اللهب لكنّ السؤال القديم يتجدد من المسؤول؟ هب فعلا تماس كهربائي من نجا من النار… ومن أشعلها؟مفارقة موجعة:خمسة وثلاثون عاملا سوريا غادروا موقع الحريق في الكوت قبل اشتعال النار أو أثناءها بلحظات دون أن يصاب أي منهم بأذى.ليست المشكلة أنهم نجوا، فالنجاة حق ولكن السؤال كيف ولماذا؟ هؤلاء العمال لا يحملون إقامات شرعية، ويعملون في مكان غير مجاز قانونيا أي أن وجودهم نفسه في المكان ينتهك القوانين الصريحة.فكيف تُفتح أبواب التشغيل لمخالفين، ويُغلق باب النجاة أمام الضحايا؟من سمح لهم بالعمل؟ من تستّر عليهم؟من أغلق أعينه عن مخالفات صارخة حتى اشتعلت النار في الأبرياء؟ما حدث ليس مصادفة ولا مجرد هروب بل علامة استفهام كبيرة وشبهة أكبر. هل كانوا يعلمون بشيء؟هل هناك من أنذرهم؟ هل الحريق مفتعل؟ أم هو الإهمال المعتاد؟وإذا كان الحريق قضاءً، فهل نجاتهم قدر؟ وإن لم يكن لهم يد مباشرة فهل كانوا جزءا من منظومة الفوضى التي مكنت هذا المكان من العمل دون قانون؟ وهل سأل أحد من أصحاب القرار:من شغلهم؟ ومن سمح لهم بالبقاء؟ ومن مرر مخالفتهم دون مساس؟ نسأل لا من باب العنصرية بل من باب الحق والحقيقة السؤال لا يُقصد به التجريم بل الكشف والكشف هو أول طريق العدالة.عدالة لا تتحقق إن اكتفينا بمسح الرماد دون أن نعرفمن أشعل الحريق؟ومن كان يعلم وسكت؟ ومن كان في المكان ثم اختفى؟ لا المسؤول أكبر من ذلك.المسؤول هو من يرى الأرواح تزهق كل يوم بسبب سوء الإدارة والفساد ويكتفي بالاستنكار فقط.المسؤول هو من وضع ختم الموافقة على بناءٍ مخالف بلا مخارج طوارئ ولا أنظمة إطفاء المسؤول هو من جعل أرواحنا أرخص من أثاث السوق.ففي العراق حين تُغض الأبصار عن قانون العمل والإقامة والسلامة.لا يمكن فصل العامل غير الشرعي عن الفساد الذي وَفر له الحماية.الهايبر ماركت الذي لم يُرخص رسمياً لا يوظف شرعيين ولا يُراعي شروط السلامة. ومع ذلك يفتح أبوابه يومياً ويتردد عليه المئات.فمن الذي منحه الضوء الأخضر ؟ ومن الذي قرأ المخالفات ولم يحرك ساكناً؟شهود العيان أفادوا أن ألسنة اللهب ظلت تلتهم المكان لساعات دون أن تصل سيارات الإطفاء.النار كانت تُحاصر الضحايا بينما الدولة تُحاصرها البيروقراطية، والتقصير، واللامبالاة.أي فجيعة أعظم من أن ترى الموت يحاصر أحبتك وأنت تنتظر امدادات الدولة التي لا تأتي؟ومفارقة مضحكة اخرى العراق الذي يتبرع بسيارات إطفاء إلى دول الجوار والمنطقة يقف عاجز عن إطفاء نيرانه. كيف لدولة أن تمنح غيرها أدوات النجاة بينما لا تملك مثلها عندما تشتعل مدنها وأي عبثٍ إداري هذا؟سيارات الإطفاء تُهدى بينما المواطن يحترق ويُحمل القدر ذنب الخراب.أما المسؤلين في الحكومة والبرلمانفيسيحضرون استجواباً خجولاً ويغلق الجلسة بعبارة (نُحمل الجهات المختصة المسؤولية).ولا جهة تُختص سوى الشعب الذي يُحاسب على حياته لا أحد سواه.في بلد تُدار فيه الأمور بالمجاملاتيصبح الحريق عدالة لا تنصف أحداًويصبح الموت قسمة لا توزع بعدل.إنها ليست قضية عمال فقط بل قضية وطن تُباع فيه الأرواح بسعر التجاوزات.نحتاج أكثر من سيارة إطفاء نحتاج ثورة ضمير.نحتاج قانون لا يُخترق بالرشاوى.نحتاج مسؤول لا يرى في المنصب جائزة حرب بل أمانة وطن.نحتاج دولة تُحب أبناءها لا تحترق كلما تنفست. فحتى النار تحتاج إلى من يُشعلها وإذا لم نعرف من أشعلها سنظل نُحترق ونُعيد الحداد، دون أن نرى القصاص.الكوت اليوم تنعى أبناءها والمشهد ذاته تكرر في ناصرية المستشفى وفي قاعة الموصل وفي بغداد التي تنام كل ليلة تحت سُحب الدخان.في كل مرة نحترق نُسجل قضاءً وقدرلكن ما ذنب القدر في بلد لا قدر فيه سوى أن تموت وأنت تتسوق، أو تموت في مستشفى، أو في قاعة افراح او وانت تتنزه مع عائلتك ؟أطفال نساء شباب أجسادهم تفحمت قبل أن يحترق الخشب والحديد والكارثة لا تزال تُعامل كرقم جديد في سجل الموت العراقي