🛑فرجال... news
بقلم سامي الجابري..
حتى الآن، لا توجد أي تقارير رسمية تؤكد أن إيران امتلكت سلاحًا نوويًا جاهزًا، لكن المؤكد أن طهران طورت برنامجها إلى مستويات قريبة من ‘‘القدرة النووية"، أي أنها أصبحت على عتبة النووي..
من هنا يمكن قراءة قرار واشنطن الأخير (إلغاء تفويض الحرب على العراق) في سياق أوسع:
اولا : هل أدركت واشنطن أن إيران وصلت إلى النووي؟
الاستخبارات الأميركية تقول إن إيران لم تعلن امتلاك قنبلة، لكن تخصيب اليورانيوم وصل إلى مستويات حساسة (قريبة من الاستخدام العسكري).
هذا يعني أن واشنطن تتعامل مع إيران كدولة نووية محتملة حتى لو لم تُعلن القنبلة رسميًا.
إذا كان ذلك صحيحًا، فإن أي حرب مباشرة مع إيران أو في العراق ستكون مكلفة جدًا وغير مضمونة النتائج.
ثانياً : انعكاس ذلك على العراق
العراق ساحة تماس: أي مواجهة أميركية – إيرانية ستنعكس فورًا على الأراضي العراقية، بحكم النفوذ الإيراني الواسع في الداخل.
قرار واشنطن إلغاء تفويض الحرب على العراق قد يكون إشارة لتجنب فتح جبهة مباشرة يمكن أن تستخدمها إيران كورقة ضغط في حال تطور الملف النووي.
أميركا قد تسعى لتحويل وجودها في العراق من ‘‘عداء مفتوح‘‘ إلى شراكة رسمية، كي تقلل فرص الصدام وتضمن بقاء نفوذها بجانب النفوذ الإيراني.
ثالثاً: البعد الاستراتيجي
واشنطن ربما اقتنعت أن المواجهة المباشرة مع إيران لم تعد ممكنة إذا أصبحت ‘‘قوة نووية على الاعتاب"، لذلك تركّز على:
الاحتواء بدل الحرب.
التطويق الإقليمي (تحالفات مع الخليج، إسرائيل، تركيا).
إدارة التوازن داخل العراق دون الذهاب إلى مواجهة كبرى.
الخلاصة:
من المرجّح أن الولايات المتحدة، حتى لو لم تعلن ذلك، تتعامل مع إيران على أنها وصلت إلى مستوى نووي متقدم، ولهذا عدّلت استراتيجيتها في العراق. فإلغاء تفويض الحرب لا يعني خروجها من المشهد، بل يعني أنها تريد إدارة اللعبة بطرق جديدة: دبلوماسية، اقتصادية، وعبر النفوذ غير المباشر، بدل خيار الحرب المفتوحة الذي أصبح شبه مستحيل في ظل التوازن النووي المحتمل.