🛑فرجال... news
بنظرة تحليلية لخطابات الشيخ أحمد الوائلي عند تناوله لجل موضوعات الأسرة المنافع الاجتماعية... وتحديدا حضانة الاولاد في ما اذا نشب الصراع بين الأبوين.. حيث كانت لخطاباته تميل مع حضانة المرأة للأولاد...
لكن لماذا يميل الشيخ الوائلي لرأي الحضانة عند الأم أكثر من الأب؟ نقول ان الشيخ الوائلي يتبنى
1. النظرة الواقعية – لا الفقهية الجامدة
الوائلي كان فقيهًا خطيبًا اجتماعيًا، لا يكتفي بالنصوص الجامدة. هو يؤكد دائمًا أن النص الديني جاء لمصلحة الإنسان، وبالتالي أي تطبيق يتعارض مع مصلحة الطفل والأسرة يجب إعادة قراءته. 🔹 إذن، ولو كان الفقه يجيز للأب الحضانة بعد سن معينة، فإن الوائلي سيقرأ النص من زاوية ‘‘المصلحة العملية‘‘ لا ‘‘الحق المجرد".
2. التأكيد على دور الأم العاطفي والتربوي
الوائلي في كثير من محاضراته كان يربط تماسك المجتمع بدور المرأة الأمومة. يقول ان الأم هي الحاضن الأول عاطفيًا ونفسيًا. الأطفال يحتاجون إلى حنان الأم أكثر من سلطة الأب، خصوصًا في السنوات التكوينية. 🔹 لذلك، المنطق التربوي عند الوائلي يجعله يميل إلى ترجيح الأم، لأنها الأقدر على توفير الاستقرار النفسي والعاطفي.
3. المنهج المقاصدي
الوائلي لم يكن يقرأ الفقه بمعزل عن مقاصد الشريعة. فهو يركز على أن غاية الأحكام الشرعية هي تحقيق العدل والرحمة.
فإذا كان إعطاء الحضانة للأب يؤدي إلى ضرر نفسي أو اجتماعي للطفل، فهذا يخالف مقاصد الشريعة. 🔹 بهذا المنطق، سيبرر لماذا الأم أولى بالحضانة حتى لو كان النص الفقهي يسمح بخلاف ذلك.
4. منع الحضانة من أن تتحول إلى صراع سلطوي
الوائلي كان ينتقد دائمًا أي ممارسة تجعل الدين أداة للهيمنة أو الاستقواء.
في موضوع الحضانة، إذا أُعطي الحق المطلق للأب، تتحول القضية أحيانًا إلى ‘‘نزاع سلطة‘‘ أكثر من كونها مصلحة للطفل. 🔹 لذا، سيؤكد أن الأم ليست طرفًا ضعيفًا ينبغي إقصاؤه، بل شريك أساسي، وهي الأصلح غالبًا لحضانة الأولاد.
5. قراءة اجتماعية للعراق والشرق الأوسط
الوائلي كان واعيًا لواقع المجتمعات العربية، حيث الأم هي من تتحمل العبء الأكبر في تربية الأولاد، في حين ينشغل الأب بالعمل أو السياسة أو حتى يغيب. 🔹 لذلك، سيقول: ‘‘القانون إذا أعطى الأولوية للأب في الحضانة، سيكون بعيدًا عن الواقع، وظالمًا للأم والطفل معًا". الخلاصة ان منهج الشيخ أحمد الوائلي يجعلنا نتوقع أنه سيعلل ميله لحضانة الأم بالآتي: الأم أقدر على الرعاية النفسية والعاطفية. المصلحة الشرعية مقدمة على النص الجامد. الحضانة ليست صراعًا للسلطة بين الأب والأم، بل مسؤولية تجاه الطفل.
التوازن الاجتماعي يقتضي دعم دور الأم، لا تهميشه. وبهذا يفسر لماذا، رغم أن الفقه الجعفري يتيح للأب الحضانة بعد سن معينة، كان من الممكن أن يميل الوائلي لتفضيل الأم، باعتبار ذلك أقرب للعدل ومصلحة الطفل.