🛑فرجال... news
النجف / عمر الجابري
تناول إمام و خطيب صلاة جمعة مسجد الكوفة المعظم اليوم الجمعة الشيخ محمد الوحيلي موعظة لآية الله العظمى الشهيد السيد محمد الصدر (رحمه الله) و نصيحة حجة الإسلام و المسلمين القائد السيد مقتدى الصدر (أَعَزَّهُ اللهُ) .
موضحاً : أن من المواعظ المهمة التي ذكرها الشهيد السعيد السيد محمد الصدر من على منبر جمعة الكوفة ، أنه قال الآن أسألْ نفسَكَ هلْ أنتَ تُصافي أعداءَ الدينِ و تُجاملُهم و تصادقُهم و تَعملُ بأعمالهِم ، أو ببعضِ أعمالهِم ..؟ مع علمِك بحالِهِم ومقالِهِم و أهدافِهم ، و هلْ يكونُ عندَكَ تجاهَهم ما يُسَّمى بأقلِ الإيمانِ و هو الإستنكارُ القلبي : و قد قُلتُ في بعضِ مؤلفاتي ، إنَّ هذا الإستنكارَ القلبي مُلازمٌ مع الايمانِ لا ينفكَ عنهُ ، لانَّ الفردَ الذي لا يجدُ الاسفَ في نفسِهِ ليسَ بمؤمنٍ اطلاقا ، بلْ هوَ مثلُ صاحبِهِ في الإنحرافِ و الفسادِ ، و يكونُ مشمولاً لمثلِ قولِهِم (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) : (الراضي بفعلِ قومٍ كفاعلِهِ) و قولُهم : (اللهُ يحشرُهُ مع مَن أحبَّ) ، و إذا وجدتَ عَيباً أو حَراماً أو فِعلاً حَراماً و لم تستنكرْ قلبياً ، فمعنى ذلكَ إنكَ تُحبُهُ و تُحبُ أنْ تكونَ مثلَهُ ، فيكونَ هذا هوَ العيبُ الرئيسيُّ لكَ امامَ اللهِ سبحانَه و تعالى ..؟
و نقل الوحيلي نصيحة وجهها السيد مقتدى الصدر ، من خلال أحد أبحاثه : ‘‘في كثيرٍ من الأحيانِ يغترُ الإنسانُ بنفسِهِ فيعطيَها أهميةً أكثرَ مما هي عليها في الحقيقةِ ، فيغترُ بأفعالِهِ و أفكارِهِ و تصرفاتِهِ ، و يُنَصِّبُ نفسَهُ مُفتياً و قاضياً و مُفكراً و عالماً ، فهو يَظنُ أنَّهُ الكاملُ المتكاملُ على الرَّغمِ من أَنَّهُ لم يتلقَّ من العلومِ السماويةِ و الأرضيةِ إلَّا النَّزْرَ القليلَ .
بلْ قدْ يتسببُ ذلكَ بتعاليهِ على أوامرِ السماءِ و أحكامِها و توجيهاتِها ضعظناً مِنهُ أنَّهُ أعلى مِنها .
و ختم خطيب الكوفة..بما جاد به السيد مقتدى : و إذا أستفحلَ الأمرُ فسيؤدي بهِ الى الإلحادِ و الفسادِ من جهةٍ و خضوعهِ لنفسِهِ الأمارةِ بالسوءِ ، بلْ عبادتِها من جهةٍ أُخرى ، لأنَّهُ يَظنُ أنَّهُ هو المَثلُ الأعلى في كلِ شيءٍ .
و في الظاهرِ إنَّ ذلكَ يَستمرُ الى أنْ يَمْثُلَ أمامَ مُنكرٍ و نكيرٍ فيُحاسبانِهِ على كُلِ صَغيرةٍ و كبيرةٍ ، فيتيقنُ أنَّ ما فَعلَهُ كانَ هباءً منثوراً في العوالمِ الحقيقيةِ و الخالدةِ .
و إنَّ كلَ ما فَعلَهُ في دُنياهُ الفانيةِ كانَ مجردَ و سواسٍ يختلجُ نفسَهُ و أفكارَهُ و روحَهُ فهو بِلا مُرشدٍ ولا مُعلمٍ يصوغُ أفكارَهُ و يوجههُ الى الطريقِ الصحيحِ .
