فرجال...news
بغداد – بقلم محمود المصري
يشهد العراق طفرة سياحية غير مسبوقة في ظل الخطط الجديدة التي تهدف إلى تعزيز القطاع السياحي وجذب أعداد متزايدة من الزوار المحليين والأجانب. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود الحكومة العراقية لتنويع الاقتصاد، وتقليل الاعتماد على النفط، من خلال تطوير المواقع الأثرية الشهيرة، وبناء منتجعات سياحية متكاملة، وتحسين البنية التحتية الفندقية، مما سيساهم في تحفيز الحركة السياحية وزيادة الإيرادات الوطنية.
مشاريع سياحية ضخمة في الأفق
أعلن رئيس هيئة السياحة العراقية عن إطلاق 21 مشروعًا سياحيًا ضخمة بقيمة 7 مليارات دولار، تشمل إنشاء فنادق فاخرة في العديد من المدن العراقية، وتطوير مدن ترفيهية ومناطق سياحية جديدة. من أبرز هذه المشاريع هو تطوير منتجع سياحي متكامل في مدينة بابل، يتضمن مناطق ترفيهية، منتزهات خضراء، وأماكن لعرض الثقافة العراقية، وهو ما سيشكل نقطة جذب سياحي رئيسية في المنطقة. كما تم الإعلان عن خطط لإضافة أكثر من 30 ألف غرفة فندقية جديدة في بغداد لمواكبة النمو السياحي المتوقع وتلبية احتياجات الزوار.
بغداد عاصمة السياحة العربية 2025
تزامنًا مع هذه الخطط الطموحة، تم اختيار بغداد كعاصمة للسياحة العربية لعام 2025، ما يمثل فرصة ذهبية لتسويق التراث الثقافي والتاريخي الغني للعراق. هذا الحدث سيتيح للعراق فرصة استعراض معالمه السياحية على الساحة الدولية، ويعزز من مكانته كوجهة سياحية رئيسية في الشرق الأوسط. ويتوقع أن يسهم هذا الحدث في زيادة أعداد السياح القادمين إلى البلاد، خاصة من الدول العربية المجاورة، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع السياحة.
إقبال متزايد على المواقع الأثرية
تشهد المواقع الأثرية العراقية، مثل مدينة أور في محافظة ذي قار، ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الزوار، إذ استقبلت آلاف السياح خلال الأشهر الأخيرة. كما أعلنت وزارة السياحة عن استعدادها لتنظيم جولات ليلية للمواقع الأثرية خلال شهر رمضان المبارك، مما يفتح آفاقًا جديدة للسياحة الدينية والثقافية. ووفقًا لبعض الزوار، فقد أكدوا أن الزيارة إلى هذه المواقع تتيح لهم فرصة فريدة للعودة إلى عمق التاريخ، ما يثير اهتمام العديد من السياح الدوليين.
التحديات والطموحات
ورغم هذه التطورات الإيجابية، يواجه قطاع السياحة العراقي تحديات كبيرة، أبرزها الحاجة إلى تحسين الأمن في بعض المناطق، وتعزيز البنية التحتية الأساسية، والترويج بشكل فعال للوجهات السياحية. كذلك، هناك حاجة ماسة لزيادة عدد الطائرات المتجهة إلى العراق وتحسين خدمات النقل المحلي. ومع ذلك، تبدي الحكومة العراقية تفاؤلًا كبيرًا في التغلب على هذه العقبات، مؤكدةً أن العراق يمتلك إمكانات هائلة ليصبح وجهة سياحية رئيسية على مستوى المنطقة والعالم.
دور الحكومة والمستثمرين
تعمل الحكومة العراقية على تسهيل الإجراءات البيروقراطية للمستثمرين المحليين والأجانب في قطاع السياحة، حيث تقدم تسهيلات ضريبية وحوافز مغرية لدعم المشاريع السياحية. وتستهدف الحكومة جذب الاستثمارات الأجنبية لبناء منتجعات سياحية جديدة وتحسين البنية الفندقية في المناطق السياحية، بالإضافة إلى تطوير خدمات النقل والمرافق العامة لجعل تجربة الزوار أكثر راحة ومتعة.
ختامًا
مع استمرار العمل على تنفيذ المشاريع السياحية الجديدة، وتوفير التسهيلات اللازمة للسياح والمستثمرين، يبدو أن العراق يسير بخطى ثابتة نحو استعادة مكانته كوجهة سياحية رائدة في الشرق الأوسط. ويبقى السؤال: هل ستنجح هذه الجهود في تحويل العراق إلى نقطة جذب سياحي عالمي؟ الأيام القادمة ستكشف المزيد، لكن العزم والإرادة السياسية تشير إلى أن العراق على الطريق الصحيح نحو تحقيق طموحاته السياحية.