فرجال..news
انفردت وكالة اخبار فرجال news بنشر قصيدة ((أنا في العراق)) للشاعر والدبلماسي والمستشار اليمني لجامعة الدول العربية صلاح الدين عبد الولي الشميري
————-
حيث ذكر بان اسباب وفكرة كتابة القصيدة ولماذا كتبها
قال عنها حين دخلتُ العراق، خُيّل إليّ أنها المرة الأولى،
لكنّي ما إن سرتُ في رحابه، حتى وجدتني أعرفه،
ووجدته يسكنني بكل تفاصيل وجهه وتاريخه.
على الضفاف، لم أكن زائرًا يلاقي أرضًا،
بل عقلًا يلتقي بذاكرته، وقلبًا يعانق هواه.
وهكذا وُلد هذا النص…
لا أزعم أنني أصف العراق، فالعراق، على مرّ العصور، قد سَرى بوصفه العمالقة، وتغنّى بعظمته الشعراء، ورتّل حبَّه العشّاق في الدواوين والمحاريب.
إنما هي كلمات حبّ ووفاء، وفرحةُ لقاءٍ طالَ انتظارها، وصلواتُ قلبٍ في حضرة التاريخ، والعراقة، والمحبّة الدافئة.
⸻
النص:
هذا أنا فوق الضفافِ وصلتُ من بعد اشتياقْ
أنا في العراقْ..
الليلُ مختلفٌ هنا..
والنجمُ مؤتلقٌ هنا
حتى الحديثُ له مذاقْ
أنا في العراقْ..
بلدُ الحضارات المنيرةْ
والذكرياتُ على ضفافِ الرافدين
لها تفاصيلٌ مثيرة..
البرقُ شقَّ طريقهُ للأرضِ.. كلُّ الأرضِ من فوق العراقْ
والشعرُ.. أوّلُ شاعرٍ ملكَ القوافي أنبتته ذُرى العراقْ
بلدُ الأواصرِ والعشيرةْ
أينَ اتجهتَ هنا تقابلك الحكاياتُ الوَثيرة
في شارعِ المنصور.. في الجسرِ الذي
فُتِنَتْ بفتنتهِ القصائدْ
الكلُّ يؤمنُ بالمحبّةِ.. بالمساجدِ، بالمراقدْ
الكلُّ محتشدٌ هنا ما بين معتضِدٍ وعاضدْ
بلدٌ.. حرارةُ حبّهِ تُبكي المآقْ
أنّى التفتَّ بهِ ترى في كلّ مفترقٍ مسيرةْ
من هاهُنا سارَ الحسينُ.. ومن هنا مرَّ الخليلُ
ومن ذُراهُ تنوّرتْ أُممٌ كثيرة
حتى النخيلُ.. يَهيمُ في أرض العراقْ
الأرضُ في أنفاسها عبقُ الحضارة
كرسيُّ الرشيدِ هنا.. وضيعتهُ، ودارهْ
فهنا العراقْ
الشرقُ أوّلُهُ هنا.. والغربُ يبدأ من هنا
فهنا العناقْ..
وهنا التجمّعُ والتلاقْ..!
فهنا العراق..