● فتح باب التقديم على سمات الدخول لزيارة الأربعين
● العراق ضمن أعلى الدول ارتفاعا لدرجات الحرارة ..عالميا
● المفوضية تستبعد 46 مرشحا من الانتخابات كمرحلة أولى.
● إيران تضع شرطاً على أمريكا مقابل استئناف المفاوضات
● بلديات محافظة بغداد تطلق حملة لمحاسبة المتجاوزين وتطبيق السلامة والدفاع المدني
● المتحدث باسم التخطيط : "التغيرات المناخية في العراق والعالم، تسببت بانحسار الزراعة
● البابا ليو الرابع عشر يعزي بضحايا فاجعة الكوت
● الرافدين يفعل خدمة الاستعلام الإلكتروني عبر منصة "أور"
● هجوم عشائري مسلح يستهدف المناطق الغربية للسويداء..
● القبانچي : الحشد منظمة حكومية عسكرية ترتبط برئيس الحكومة و نشأت بفتوى المرجعية
● فتح باب التقديم على سمات الدخول لزيارة الأربعين
● العراق ضمن أعلى الدول ارتفاعا لدرجات الحرارة ..عالميا
● المفوضية تستبعد 46 مرشحا من الانتخابات كمرحلة أولى.
● إيران تضع شرطاً على أمريكا مقابل استئناف المفاوضات
● بلديات محافظة بغداد تطلق حملة لمحاسبة المتجاوزين وتطبيق السلامة والدفاع المدني
● المتحدث باسم التخطيط : "التغيرات المناخية في العراق والعالم، تسببت بانحسار الزراعة
● البابا ليو الرابع عشر يعزي بضحايا فاجعة الكوت
● الرافدين يفعل خدمة الاستعلام الإلكتروني عبر منصة "أور"
● هجوم عشائري مسلح يستهدف المناطق الغربية للسويداء..
● القبانچي : الحشد منظمة حكومية عسكرية ترتبط برئيس الحكومة و نشأت بفتوى المرجعية

حين تعلن البريكس نهاية الهيمنة الغربية..

🛑 فرجال... news

ناجي الغزي/ باحث سياسي واقتصادي

في عالم يتغير على نحو متسارع، تتقاطع الأحداث السياسية الكبرى مع التحولات الاقتصادية العميقة، معلنةً نهاية مرحلة من التاريخ العالمي بدأت منذ قرون. وفي قلب هذا التحول، يبرز صوت اقتصادي وأكاديمي عالمي يُحسن قراءة اللحظة بحكمة وجرأة: البروفيسور جيفري ساكس. شاهدت له مقابلة على قناة البروفيسور Glenn Diesen وهي عادةً ما تكون مليئة بالتحليلات العميقة حول التحولات الجيوسياسية والنظام الدولي.

البروفيسور جيفري ساكس، هو أستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا، ومستشار قادة سياسيين حول العالم، يُعد من أبرز الأصوات الفكرية التي تحلل التحولات الجيوسياسية العميقة التي يشهدها النظام الدولي. عبر مسيرة طويلة من العمل في التنمية المستدامة وتأليف كتب رائدة، يقدم ساكس رؤية حادة وصريحة حول النزعة العسكرية المتنامية في السياسات الغربية، في مقابل صعود تحالفات دولية جديدة، على رأسها مجموعة البريكس، التي تعكس الواقع المتغير للعالم نحو نظام متعدد الأقطاب.

من وجهة نظر ساكس، الهيمنة الغربية – وبخاصة الأميركية – ليست في تراجع مطلق بسبب ضعف ذاتي، بل لأن بقية العالم بات يلحق بها بسرعة غير مسبوقة. ويُشير إلى أن القوى الصاعدة مثل الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا وروسيا لم تعد تطلب مكاناً في النظام الدولي، بل تفرضه عبر إنجازاتها الاقتصادية والتقنية وتماسكها السياسي.

في هذا السياق، يُحذّر ساكس من أن الرد الغربي على هذا الصعود لم يكن بالتأقلم أو بالقبول بواقع الشراكة، بل عبر تصعيد عسكري، وانغلاق أيديولوجي، وشخصنة خطيرة للسياسة الخارجية، تجلت بوضوح في إدارة دونالد ترامب، الذي يختزل السيادة الأميركية بقرارات فردية متقلبة وخطيرة. ويرى ساكس أن الولايات المتحدة اليوم تقف عند مفترق طرق:

• *إما القبول بنظام عالمي تعددي تشارك فيه كقوة بين أنداد*.

• *أو خوض معارك خاسرة ضد قوى صاعدة لا تنوي التراجع.*

الرسالة التي يحملها ساكس واضحة: العالم لم يعد يدور في فلك القوة الواحدة. لأن زمن الإمبراطوريات انتهى، ومن يسعى لاستعادته بالنار والحديد، يُهدد السلام العالمي بأسره.

*الغرب ليس في تراجع... العالم هو من يلحق به*

في أطروحته الصريحة، يرفض ساكس القول إن الغرب ينهار، بل يرى أن المشكلة تكمن في عقلية الغطرسة التي لا تقبل أن تلحق بها الأمم الأخرى. يقول إن الغرب، بقيادة أمريكا وأوروبا، اعتاد أن يربط تفوقه التاريخي بنظريات عنصرية أو دينية، من البروتستانتية إلى تفوق العرق الأبيض، وهي نظريات لم تصمد أمام نهوض آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.

ولذلك، فإن التحولات الجارية لا تعني بالضرورة أفول الغرب بقدر ما تشير إلى صعود عالمي شامل، لم تعد فيه واشنطن أو لندن أو باريس تحتكر القيادة، بل أصبحت دول مثل الصين والهند والبرازيل تملك القدرة على الابتكار والتصنيع والتأثير العالمي.

*البريكس - تحالف المستقبل*

في قلب هذا التغير تقف مجموعة البريكس، لا بوصفها تحالفاً أيديولوجياً، بل مشروعاً لبناء عالم قائم على القانون الدولي، والسيادة، والتنمية المستدامة. و يلاحظ ساكس أن وثائق البريكس – كإعلان ريو دي جانيرو – لا تتحدث عن عداء لأمريكا، بل عن دعم لميثاق الأمم المتحدة، والتعددية، ورفض الإملاءات الأحادية.

لكن أمريكا، كما يرى ساكس، تخلّت عن هذا النظام المتعدد الأطراف، من خلال انسحابها من اتفاقيات دولية (مثل اتفاق باريس للمناخ، ومنظمة الصحة العالمية)، وبتبنيها خطاباً إمبراطورياً لم يعد مقبولاً في القرن الحادي والعشرين.

*ترامب وتكثيف النزعة الإمبراطورية*

يشير ساكس إلى أن الرئيس دونالد ترامب – الذي يهيمن الآن على السياسات الأمريكية – يُجسّد هذه النزعة الخطرة نحو شخصنة القرارات الكبرى، والتصرف كإمبراطور يصدر أوامره للعالم من على منصة ‘‘تروث سوشيال".

يرى ساكس أن ترامب لا يُمارس الحكم ضمن مؤسسات دستورية حقيقية، بل يختصر الدولة بشخصه، دون حسيب أو رقيب من المحكمة العليا أو الكونغرس، ما يجعل القرار الأمريكي أكثر خطورة حتى من أنظمة يُتهم بعضها بالاستبداد.

*الهروب إلى المواجهة بدل القبول بالشراكة*

مع تصاعد قوة البريكس، بدت واشنطن – ومعها عدد من العواصم الأوروبية – كمن يرفض القبول بنظام عالمي جديد. فبدلاً من التكيف والتفاهم، اختارت التصعيد العسكري والسياسي، سواء في أوكرانيا، أو عبر التوترات مع الصين، أو بالضغط على إيران، وكأنها تحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

لكن ساكس يحذر من أن هذا التصعيد ليس فقط غير عقلاني، بل قد يكون انتحاريًا، خصوصًا في عالم يمتلك فيه الجميع أسلحة نووية. الخطورة لا تكمن في العداء بين القوى، بل في التهور وانعدام النضج السياسي الذي يُدار به العالم الغربي اليوم.

كما يحتفي ساكس بموقف الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الذي قال بوضوح: ‘‘نحن لا نريد إمبراطوراً ‘‘، رداً على تهديد ترامب بفرض تعرفات جمركية على البرازيل بسبب مواقفها في قمة البريكس.

هذا التصريح، في جوهره، لا يعكس مجرد تحدٍ دبلوماسي، بل روحاً جديدة لدى الجنوب العالمي، الذي لم يعد يرضى أن يكون تابعاً، أو أن يُطلب منه أن يصفق للإمبراطور كلما تكلم.

*إلى أين يتجه العالم؟*

عند بلوغ الحوار ذروته، لا يُنهي البروفيسور جيفري ساكس تحليله بكلمات محايدة أو جمل ختامية رتيبة، بل يختار أن يضع إصبعه على الجرح الأكثر عمقاً: مستقبل العالم في ظل نظام دولي متغيّر، تقوده تحديات الوعي أكثر من سطوة السلاح:

• الولايات المتحدة ما زالت تملك كل عناصر الأمن والقوة. ما يجعلها الدولة الأكثر حصانة. لا شيء يهددها من الخارج بشكل مباشر. ولكن الخطر الحقيقي، كما يراه ساكس، يكمن في الداخل الأمريكي: في الغطرسة السياسية، وفي وهمٍ قديم بأن العالم يجب أن يدور كما تشاء واشنطن فقط.

• العالم من حول أمريكا لا يعلن العداء، ولا يرفع راية التمرد من فراغ. بل ما يحدث – برأي ساكس – هو أمر طبيعي وتاريخي: أممٌ استقلت، نمت، تعلمت، وبدأت تطالب بمكانها العادل على الطاولة. إنها ليست مؤامرة كما يروّج البعض في الخطاب الغربي، بل نتيجة حتمية لمسار طويل من التطور التاريخي، تأخر كثيرون في الاعتراف به.

• يرفض ساكس سردية ‘‘المعركة من أجل البقاء‘‘ التي يتبناها الغرب حين ينظر إلى الصين أو البريكس أو حتى روسيا. في رأيه، هذه ليست قوى متمردة، بل شركاء محتملون في بناء عالم أكثر عدلاً وتوازناً. لكن الغرب، بدلاً من أن يستثمر مكانته في هذا النظام الجديد، يفضل – بعناد تاريخي – أن يُخيف نفسه من كل من لا يشبهه، وكأن أي صعود خارج دائرته هو تهديد وجودي.

هنا، يحذر ساكس من انهيار ‘‘العقلانية الاستراتيجية‘‘ في الغرب، تلك العقلانية التي ميزت فترات التوازن الدولي، ووفّرت للعالم فرصة النجاة من كوارث كبرى في القرن العشرين. والآن، أمام العالم فرصة جديدة – لكنها قد تكون الأخيرة – لكتابة فصول من التعاون لا التصادم، من الشراكة لا الهيمنة. وهنا يوجه ساكس نداءه:

إما أن يعترف الغرب بأن العالم لم يعد ملكاً له وحده، أو أن يستمر في إنكار الواقع حتى يدفع الثمن من استقراره، وربما من وجوده.