● فتح باب التقديم على سمات الدخول لزيارة الأربعين
● العراق ضمن أعلى الدول ارتفاعا لدرجات الحرارة ..عالميا
● المفوضية تستبعد 46 مرشحا من الانتخابات كمرحلة أولى.
● إيران تضع شرطاً على أمريكا مقابل استئناف المفاوضات
● بلديات محافظة بغداد تطلق حملة لمحاسبة المتجاوزين وتطبيق السلامة والدفاع المدني
● المتحدث باسم التخطيط : "التغيرات المناخية في العراق والعالم، تسببت بانحسار الزراعة
● البابا ليو الرابع عشر يعزي بضحايا فاجعة الكوت
● الرافدين يفعل خدمة الاستعلام الإلكتروني عبر منصة "أور"
● هجوم عشائري مسلح يستهدف المناطق الغربية للسويداء..
● القبانچي : الحشد منظمة حكومية عسكرية ترتبط برئيس الحكومة و نشأت بفتوى المرجعية
● فتح باب التقديم على سمات الدخول لزيارة الأربعين
● العراق ضمن أعلى الدول ارتفاعا لدرجات الحرارة ..عالميا
● المفوضية تستبعد 46 مرشحا من الانتخابات كمرحلة أولى.
● إيران تضع شرطاً على أمريكا مقابل استئناف المفاوضات
● بلديات محافظة بغداد تطلق حملة لمحاسبة المتجاوزين وتطبيق السلامة والدفاع المدني
● المتحدث باسم التخطيط : "التغيرات المناخية في العراق والعالم، تسببت بانحسار الزراعة
● البابا ليو الرابع عشر يعزي بضحايا فاجعة الكوت
● الرافدين يفعل خدمة الاستعلام الإلكتروني عبر منصة "أور"
● هجوم عشائري مسلح يستهدف المناطق الغربية للسويداء..
● القبانچي : الحشد منظمة حكومية عسكرية ترتبط برئيس الحكومة و نشأت بفتوى المرجعية

*السويداء ودمشق - ساحة اختبار إقليمي ودولي


🛑فرجال... news ناجي الغزي/ كاتب وباحث سياسي
لم يعد الجنوب السوري مجرد هامش جغرافي في معادلة الصراع، بل تحوّل إلى ساحة اختبار حرجة لتعقيدات الصراع الإقليمي والدولي، حيث تتقاطع فيه مصالح قوى كبرى كأمريكا وروسيا، وأطراف إقليمية كإسرائيل وتركيا، وقطر التي ترعى مشروع الشرع سياسياً وإعلامياً. في ظل هشاشة بنيوية تعاني منها الدولة السورية. في قلب هذا المشهد، تبرز السويداء ذات الغالبية الدرزية، كنقطة ارتكاز متقدمة في مشروع التفكيك الجغرافي - السياسي. الأردن تشعر بالخطر بحكم التماس الجغرافي والديمغرافي، وتركيا قلقة من أن تقسيم سوريا سيُحرّك النزعة الانفصالية الكردية في الداخل التركي، خصوصاً إذا ما ظهرت دولة كردية مستقلة في سوريا.التصعيد في السويداء لم يعد مجرد احتجاج داخلي أو اشتباك مع قوى محلية، بل هو جزء من هندسة أمنية وسياسية جديدة، تسعى إسرائيل إلى فرضها باستخدام أدوات ضغط عسكرية واستخبارية. اسرائيل وامريكا ربما لا يسعيان لإسقاط حكومة الشرع في هذه المرحلة، بل لانتزاع تنازلات جوهرية، أبرزها إنشاء منطقة درزية شبه مستقلة جنوب سوريا، تشكّل ‘‘منطقة عازلة‘‘ تخدم الأمن الإسرائيلي وتقطع الطريق على أي تمدد للمقاومة أو النفوذ الإيراني على حدود الجولان.

*أولاً: السويداء: مختبر التقسيم ومنصة اختبار*
ما يجري في السويداء ليس مجرد حركة احتجاجية عفوية أو مطلبية، بل هو تجسيد حي لنموذج سياسي – أمني قيد التجريب، يهدف إلى تفكيك الدولة السورية من الداخل، وإعادة هندسة خريطتها الاجتماعية والجغرافية. إنها ‘‘نقطة ارتكاز‘‘ لمشروع إقليمي ودولي يعيد إنتاج سوريا بوصفها مجموعة كانتونات طائفية مرعية من الخارج، حيث يتحول الحكم من آلية إدارة مركزية إلى وسيلة لاقتطاع مناطق نفوذ وظيفية مرتبطة بأجندات غير وطنية. في هذا النموذج، تُقدَّم السويداء كـ"كيان درزي شبه مستقل"، مغلف بخطاب مدني واحتجاجي، لكنه في جوهره امتداد مباشر للمشروع الإسرائيلي التاريخي، الهادف إلى إنشاء شريط طائفي حليف يمتد من الزرقاء في الأردن إلى جبل العرب ودرعا والجولان، ثم إلى شبعا وحاصبيا، ويُتوَّج بربط استراتيجي عبر الشوف وجزين حتى جنوب طريق بيروت – دمشق الذي كان معبداً بالسلاح يوماً.
إن هذا المشروع الإسرائيلي الذي بدأ منذ نشوء الكيان، لم يتوقف قط، بل يتجدّد في كل لحظة ضعف عربي، ويسعى في محطاته الكبرى إلى تحويل الدروز إلى ‘‘حرّاس حدود‘‘ لإسرائيل، تماماً كما حاول في جنوب لبنان عبر إنشاء ‘‘دولة لبنان الجنوبي‘‘ بقيادة سعد حداد ثم أنطوان لحد، قبل أن يُسقطها المشروع المقاوم عام 2000.
اليوم، تعود المخطط عبر واجهات محلية ناعمة، أبرزها الشرع، الذي يُعاد إنتاجه كأداة وظيفية ضمن الرؤية الأميركية – الإسرائيلية – التركية، لا بوصفه رئيساً مستقلاً، بل كجزء من لعبة أكبر، يتم توظيفه كورقة أميركية – إسرائيلية، تُطرح عند الحاجة وتُسحب عند الضرورة. والشيخ حكمت الهجري كشخص يسير نحو مشروع تقسيمي برعاية إسرائيلية، من دون وعي بالتاريخ، حيث يتم تجريب نموذج ‘‘الدرزي الحامي للحدود‘‘ على الأرض السورية. 
هذا المشروع لا يقتصر على السويداء. إنه اختبار قابل للتوسيع نحو الشمال السوري، أو حتى نحو الجنوب اللبناني، في ظل الصمت اللبناني، وتشرذم بنيته السياسية. وغياب حزب الله كفاعل مهم، وعدم وجود إجماع وطني حول المخاطر، يُغري صُنّاع القرار الأميركي بقياس مدى استعداد لبنان للدخول في التفكيك التدريجي ذاته، عبر استنساخ السيناريو السويدائي. إن ما يُراد في سوريا ولبنان – وربما لاحقاً يتم في الاردن ومصر والعراق - هو تعميم تجربة ‘‘الحكم المحلي الطائفي‘‘ كصيغة حكم بديلة عن الدولة المركزية. وهذا لا يعني سقوط الانظمة بالضرورة، بل تفريغها من مضمونها وتحويلها إلى واجهات شكلية.
*ثانياً: تفكيك سوريا - الهندسة الجديدة للمشرق*
في هذه المرحلة، إسرائيل تسعى لتفكيك الدولة السورية من الداخل، وتحويلها إلى كيان هشّ بلا سيادة حقيقية. الهدف ليس تغيير السلطة فيها، بل إفراغ الكيان من أدوات الفعل الوطني، وتحويل دمشق إلى واجهة سياسية لا تملك قرار الحرب أو السلم، ضمن استراتيجية تقوم على إسقاط الدولة لا النظام الحاكم. وإسرائيل، حين تقصف مواقع حكومة الشرع أو بحجة استهدافه، تُقدّم له شرعية وطنية لا يملكها أصلًا. وتمنحه غطاءً سياسياً وأخلاقياً. إذ تشير المعطيات إلى أن الشرع، نفسه، كان حاضراً في لقاء مع أطراف إسرائيلية في أذربيجان. حيث كانت تلك الضربات نوعاً من ‘‘الاتفاق غير المعلن"، لتلميع صورته أمام الجمهور، وتقديمه كقائد ‘‘يتحدى إسرائيل‘‘ بينما هو من صُنع أدواتها؟
هذا التوجّه يتكامل مع رؤية أميركية أشمل، تسعى إلى إعادة هندسة المشرق العربي عبر إنتاج ‘‘أشباه دول‘‘ كيانات ضعيفة، ممزقة داخلياً، قابلة للتطويع والابتزاز، تشكّل طوقاً أمنياً عازلاً حول إسرائيل، وتمنع قيام أي مشروع وطني مستقل.في هذا الإطار، تتقاطع مصالح واشنطن وتل أبيب استراتيجياً، رغم تباين تكتيكي في الوسائل: أميركا تفضّل تسوية سياسية تشمل تطبيعاً سورياً – إسرائيلياً يُسوَّق كإنجاز دبلوماسي لها. بينما إسرائيل تسعى إلى فرض وقائع ميدانية تضمن تفتيت الجنوب السوري، وانتزاع اعتراف بدورها كضامن أمني دائم.ما يجري في سوريا ليس معزولاً، بل هو نموذج يُراد استنساخه في لبنان والاردن ومصر والعراق، و تفكيك الدول التاريخية وتحويلها إلى ساحات رخوة، تُدار من الخارج، وتُستثمر أمنياً في خدمة المشروع الإسرائيلي.
*ثالثاً: لبنان في عين العاصفة*
أيّ تصدّع يصيب الجغرافيا السورية لا يمكن عزله عن التوازن اللبناني. فالمسار متصل، والخطوط بين دمشق وبيروت ليست حدوداً سياسية فحسب، بل امتداد لمصير مشترك. وإذا ما تحولت سوريا إلى كيانات هشة أو ساحة مفتوحة للفوضى، فإن لبنان - بواقعه المنقسم وهشاشته البنيوية - سيكون أوّل المنكشفين. الانفجار السوري هو إنذار لبناني مبكر.في هذا السياق، يظهر أن التهديد الوجودي للبنان لا يأتي فقط من الخارج، بل من الداخل: من الانقسام السياسي الذي يعمي النخبة عن رؤية المخاطر، ومن تعاملها العبثي مع التحولات الإقليمية. في زمن يتبدل فيه شكل الدول، لا يمكن لبلد مثل لبنان أن ينجو بلا رؤية سيادية ولا مشروع وطني متماسك.وسط هذا المشهد، تجنّب حزب الله الاستنزاف والمواجهة المفتوحة، يحاول التموضع كلاعب مركزي يدرك أن المعركة لم تعد فقط مع إسرائيل كعدو تقليدي، بل مع منظومة دولية تقودها واشنطن تسعى لتفكيك بنى المقاومة في المنطقة، سواء عبر العقوبات، أو الفوضى، أو الحصار السياسي والاقتصادي. الحزب لا يملك ترف الردود المتسرعة، لكنه لا يغفل عن جوهر المعركة، إنها معركة بقاء. لهذا، يتحرك الحزب وفق مقاربة مزدوجة: من جهة، انفتاح داخلي لاحتواء التوترات اللبنانية، وتبريد البيئة السياسية بالتعاون مع رئاسة الجمهورية وبعض الفاعلين لضمان الاستقرار النسبي. ومن جهة أخرى، تحفز استراتيجي على الحدود، واستعداد دائم لمواجهة أي تطور إقليمي